عروة، فقد أسلفت في "كتاب الزكاة" من ساقهما، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
وقد أسلفت هناك أني لم أجد من ساق رواية عليّ بن مسهر، والآن -ولله الحمد- قد وجدته، فقد ساقها أبو الفضل الزهريّ (?)، فقال:
نا جعفر، نا مِنجاب بن الحارث، أنا عليّ بن مُسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنهما-، قالت: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن أمي افتُلتت نفسها، وأظن أنها لو تكلمت لتصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم" (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
(4) - (بَابُ مَا يَلْحَقُ الإنْسَانَ مِنَ الثَّوَابِ بَعْدَ وَفَاتِهِ)
قوله: "يَلْحَقُ" بفتح أوله، وثالثه، من باب تَعِبَ، يقال: لَحِقته، ولَحِقتُ به أَلْحَق، من باب تَعِبَ لَحَاقًا بالفتح: أدركته، وألحقته بالألف مثلُهُ، وألحقتُ زيدًا بعمرو: أتبعته إياه، فَلَحِقَ هو، وألحق أيضًا، وفي الدعاء: "إن عذابك بالكفار مُلْحَقٌ"، يجوز بالكسر اسم فاعل بمعنى لَاحِق، ويجوز بالفتح اسم مفعول؛ لأن الله تعالى أَلْحَقَهُ بالكفار؛ أي: ينزله بهم، وأَلْحَقَ القائف الولدَ بأبيه: أخبر بأنه ابنه؛ لِشَبَهٍ بينهما يظهر له، واسْتَلْحَقْتُ الشيءَ: ادَّعيته، ولَحِقَهُ الثمنُ لُحُوقًا: لزمه، فاللُّحوقُ: اللزوم، واللَّحاقُ: الإدراك، قاله الفيّوميّ رحمه الله (?).
وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[4215] (1631) - (حَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقتيْبَةُ -يَعْني: ابْنَ سَعِيدٍ- وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ