ويَحْتَمِل أن يكون أحدهما اسْمًا، والآخر لقبًا، أو أحدهما اسم أمه، والأخر اسم أبيه، أو والآخر اسم جدة له، والأقرب أن عفراء اسم أمه، والآخر اسم أبيه؛ لاختلافهم في أنه خولة، أو خَوْليّ. انتهى (?).
(قَالَ: رَثَى لَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-)؛ أي: رحمه، ورقّ له، يقال: رثيتُ الميتَ أرثيه، من باب رَمَى مَرْثِيةً، ورَثَيتُ له: ترحّمتُ، ورفقت له، قاله الفيّوميّ (?).
وقال المجد رحمه الله: ورَثَيْتُ المَيِّتَ رَثْيًا، ورِثاءً، ورِثَايَةً -بكسرهما- ومَرْثاةً، ومَرْثِيَةً -مُخَفَّفَةً- ورَثَوْتُه: بَكَيْتُه، وعَدَّدْتُ مَحَاسِنَهُ، كَرَثَّيْتُه تَرْثِيَةً، وتَرَثَّيْتُه، ونَظَمْتُ فيه شِعْرًا، وحَديثًا عنه أرْثِي رِثايَةً: ذَكَرْتُه، وحَفِظْتُه، ورجُلٌ أرْثَى: لا يُبْرِمُ أمْرًا، ورَثَى له: رَحِمَهُ، ورَقَّ له، وامرأةٌ رَثَّاءَةٌ، ورَثَّايَةٌ: نَوَّاحَةٌ. انتهى (?).
وقال النوويّ: قوله: "رَثَى له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... إلخ" قال العلماء: هذا من كلام الراوي، وليس هو من كلام النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، بل انتهى كلامه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لكن البائس سعد ابن خولة"، فقال الراوي تفسيرًا لمعنى هذا الكلام: إنه يرثيه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويتوجع له، وَيرِقّ عليه؛ لكونه مات بمكة.
واختلفوا في قائل هذا الكلام من هو؟ فقيل: هو سعد بن أبي وقاص، وقد جاء مفسَّرًا في بعض الروايات، قال القاضي: وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهريّ. انتهى.
وقال في "الفتح": قال ابن عبد البر: زعم أهل الحديث أن قوله: "يرثي ... إلخ" من كلام الزهريّ، وقال ابن الجوزيّ وغيره: هو مدرج من قول الزهريّ.
قال الحافظ: وكأنهم استندوا إلى ما وقع في رواية أبي داود الطيالسيّ، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهريّ، فإنه فَصَلَ ذلك، لكن وقع عند البخاريّ في "الدعوات" عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد في آخره: "لكن