شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ} [فصلت: 20]، وبين المتبوع وتابعه في نحو: {مَثَلًا مَا بَعُوضَةً} [البقرة: 26]. انتهى (?)، وقال شيخنا عبد الباسط المناسيّ - رَحِمَهُ اللهُ - في نظمه:
وَزِيدَ بَعْدَ أَدَوَاتٍ تَجْزِمُ ... "إِمَّا تَخَافَنَّ" وَأَيْضًا يُحْكَمُ
بَعْدَ أدَاةِ الشَّرْطِ غَيْرَ جَازِمِ ... وَبَيْنَنَ تَابِعٍ وَمَتْبُوعٍ نُمِي
كـ "مَثَلًا" يَلِيهِ "مَا بَعُوضَةُ" ... بَالنَّصْبِ رَاوِي الرَّفْعِ فِيهَا رُؤبَةُ (?)
(أَحَدُكُمُ اشْتَرَى لِقْحَةً) بكسر اللام، وتُفتح، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: اللِّقْحة بالكسر: الناقة ذات لبنٍ، والفتح لغة، والجمع لِقَحٌ، مثلُ سِدْرَةٍ وسِدَرٍ، أو مثلُ قَصْعَةٍ وقِصَعٍ، واللَّقُوح بفتح اللام، مثلُ اللِّقْحَة، والجمع لِقَاحٌ، مثلُ قَلُوصٍ وقِلاصٍ. انتهى (?). (مُصَرَّاةً) هي التي صُرّي لبنها في ضوعها؛ أي: جُمِع وحُبس حتى يظن من يشتريها أنَّها كثيرة اللبن (أَوْ شَاةً) الظاهر أن "أو" هنا للتنويع، لا للشكّ (مُصرَّاةً، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْن، بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا) تقدّم أنه بضمّ اللام، وكسرها، من بابي نصر، وضرب (إِمَّا هِيَ) بكسر الهمزة، هي حرف تفصيل؛ أي: إنما أن يمسك هذه المصرّاة إن رضيها (وَإِلَّا) هي "إن" الشرطيّة أدغمت في "لا" النافية؛ أي: وإن يمسكها؛ لعدم رضاه بها (فَلْيَرُدَّهَا) أي: المصرّاة (وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ") بنصب "صاعًا" عطفًا على الضمير المنصوب، وَيحْتَمل أن تكون الواو معيّة، فـ "صاعًا" منصوب على أنَّه مفعول معه.
وفي رواية البخاريّ من طريق ثابت مولى عبد الرَّحمن بن زيد؛ أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من اشترى غَنَمًا مصرّاةً، فاحتلبها، فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها، ففي حَلْبتها صاع من تمر".
قال في "الفتح": قوله: "من اشترى غَنَمًا مُصَرّاة، فاحتلبها" ظاهره أن صاع التمر متوقف على الحلب.
وقوله: "ففي حلبتها صاع من تمر" ظاهره أن صاع التمر في مقابل