أبي كثير، وقد ساقه مسلم من وجه آخر، فأخرجه من طريق سليمان بن يسار؛ "أن أبا سلمة بن عبد الرَّحمن، وابن عباس اجتمعا عند أبي هريرة، وهما يذكران المرأة تُنْفَس بعد وفاة زوجها بليالي، فقال ابن عباس: عدتها آخر الأجلين، فقال أبو سلمة: قد حَلَّت، فجعلا يتنازعان، فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، فبعثوا كُريبًا مولى ابن عباس إلى أم سلمة، يسألها عن ذلك"، فهذه القصة معروفة لأم سلمة. انتهى (?).
(إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ) هند بنت أبي أمية المخزوميّة - رضي الله عنها -، وقوله: (يَسْأَلُهَا عَنْ ذَلِكَ) جملة في محلّ نصب على الحال من "كريبًا" (فَجَاءَهُمْ) كريب بعد أن سألها (فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ) - رضي الله عنها - (قَالَتْ: إِنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ، نُفِسَتْ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو بضمّ النون على المشهور، وفي لغة بفتحها، لغتان في الولادة. انتهى (?). (بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ) كذا أبهم المدّة في هذه الرواية، عند مسلم، وكذا هو عند البخاريّ في رواية الْمِسور بن مَخْرمة، وفي رواية الزهريّ الماضية: "فلم تَنْشَبْ أن وضعت"، ووقع في رواية محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبي سلمة، عن سبيعة، عند أحمد: "فلم أمكُث إلَّا شهرين، حتى وضعت"، وفي رواية داود بن أبي عاصم: "فولدت لأدنى من أربعة أشهر"، وهذا أيضًا مبهم، وفي رواية يحيى بن أبي كثير عند البخاريّ في "تفسير الطلاق": "فوضعت بعد موته بأربعين ليلةً"، كذا في رواية شَيبان عنه، وفي رواية حجاج الصوّاف، عند النسائيّ: "بعشرين ليلةً"، ووقع عند ابن أبي حاتم، من رواية أيوب، عن يحيى: "بعشرين ليلة، أو خمس عشرة"، ووقع في رواية الأسود: "فوضعت بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين يومًا، أو خمسة وعشرين يومًا"، كذا عند الترمذيّ، والنسائيّ، وعند ابن ماجة: "ببضع وعشرين ليلة"، وكأن الراوي ألغى الشكّ، وأتى بلفظ يَشْمُل الأمرين.
ووقع في رواية عبد ربه بن سعيد: "بنصف شهر"، وكذا في رواية شعبة بلفظ: "خمسة عشر، نصف شهر"، وكذا في حديث ابن مسعود، عند أحمد.