4 - (سُلَيْمَانُ بْن يَسَارٍ) الهلاليّ مولى ميمونة المدنيّ، ثقةٌ فاضل فقيهٌ، من كبار [3] مات بعد المائة، أو قبلها (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" ج 2 ص 489.

5 - (أُمُّ سَلَمَةَ) هند بنت أبي أميّة المخزوميّة، أم المؤمنين، ماتت - رضي الله عنها - سنة (62) وقيل غير ذلك (ع) تقدمت في "شرح المقدمة" ج 2 ص 473.

شرح الحديث:

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ (أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوف التابعيّ الشهير (وَابْنَ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (اجْتَمَعَا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (وَهُمَا يَذْكُرَانِ الْمَرْأةَ) جملة في محلّ نصب على الحال من فاعل "اجتمع"، وقوله: (تُنْفَسُ) جملة في محلّ نصب على الحال من "المرأة"، وهو بضمّ أوله، بصيغة المبنيّ للمفعول، ومعناه معلومٌ؛ أي: تَلِدُ، يقال: نُفِسَت المرأة، فهي نُفساء، والجمع نفاس بالكسر، ومثله عُشَرَاء وعِشار، وبعض العرب يقول: نَفِسَتْ تَنْفَسُ، من باب تَعِبَ، فهي نافسٌ، مثلُ حائض، والولد منفوس، والنِّفَاس بالكسر أيضًا اسم من ذلك، ونَفِسَت تَنْفَس، من باب تَعِبَ: حاضت، ونُقل عن الأصمعيّ: نُفِسَت بالبناء للمفعول أيضًا، وليس بمشهور في الكتب في الحيض، ولا يقال في الحيض: نُفِسَت بالبناء للمفعول، وهو من النفس، وهو الدم، ومنه قولهم: لا نفس له سائلة؛ أي: لا دمَ له يَجْري، وسُمِّي الدم نفسًا؛ لأن النفس التي هي اسم لجملة الحيوان قِوَامها بالدم، والنفساء من هذا، قاله الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (?).

وقوله: (بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا) ظرف متعلّق بـ "نُفِسَت"، وقوله: (بِلَيَالٍ) التنوين للتقليل؛ أي: ليالٍ قليلة، لا تبلغ مدّة أربعة أشهر وعشرًا (فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (عِدَّتُهَا آخِرُ الْأَجَلَيْنِ) أي: من عدّة الوفاة، أو من عدّة وضع الحمل، يعني أنَّها تتربّص أربعة أشهر وعشرًا، لو وضعت قبل ذلك، وتترئص وضعها إن مضت المدة، ولم تضع، وقال بقول ابن عبّاس هذا محمد بن عبد الرَّحمن بن أبي ليلي، ونُقل عن سحنون أيضًا، ووقع عند الإسماعيليّ: قيل لابن عبّاس في امرأة وَضَعت بعد وفاة زوجها بعشرين ليلةً، أيصلح أن تتزوج؟ قال: لا، إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015