رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعِ) بن عبد الرحمن الأصمّ البغويّ، نزيل بغداد، ثقةٌ حافظٌ [10] (ت 244) وله (84) سنةً (ع) تقدم في "الحج" 7/ 2841.

2 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن عليّة، تقدَّم قريبًا.

والباقون تقدّموا قبل بابين.

شرح الحديث:

(عَنْ ابْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَزُورُ قُبَاءً) - بضم القاف، وتخفيف الباء الموحدة - فيه أربع لغات: المدّ، والقصر، والصرف، وعدمه، ومثله في هذا الضبط حراء.

وقال في "الفتح": وقباء - بضم القاف، ثم موحدة ممدودة عند أكثر أهل اللغويون، وأنكر السكري قصره، لكن حكاه صاحب "العين"، قال البكري: من العرب من يُذَكِّره، فيصرفه، ومنهم من يؤنثه، فلا يصرفه، وفي "المطالع": هو على ثلاثة أميال من المدينة، وقال ياقوت: على ميلين، على يسار قاصد مكة، وهو من عوالي المدينة، وسُمِّي باسم بئر هناك، والمسجد المذكور هو مسجد بني عمرو بن عوف، وهو أول مسجد أسسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب.

وقوله: (رَاكِبًا وَمَاشِيًا) منصوب على الحال؛ أي: حال كونه راكبًا أحيانًا، وماشيًا أحيانًا. والمراد أنه يأتيه بحسب ما تيسر له، والواو بمعنى "أو"، زاد في الرواية التالية: "فيصلي فيه ركعتين"، وعلّقه البخاريّ، وادَّعَى الطحاويّ أن هذه الزيادة مدرجة، وأن أحد الرواة قاله من عنده؛ لعلمه أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان من عادته أن لا يجلس حتى يصلي.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي قاله الطحاويّ دعوى بلا حجة، بل هي زيادة صحيحة مسندة، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

وللشيخين من رواية عبد الله بن دينار، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: "كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015