إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأخذه عنه، يقال: نَصَصتُ الحديث نَصًّا، من باب نصر: رفعته إلى من أحدثه، ونَصَّ النساءُ العروسَ، نَصًّا، رفعنها على الْمِنَصَّة - بكسر الميم -، وهي الكرسيّ الذي تقف عليه في جلائها، قاله الفيوميّ.

يعني أنهما ذكرا لعبد الله بن إبراهيم تفريطهما في شأن هذا الحديث، حيث إنهما لم يسألاه هل سمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أو لا؟

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: إنما تلاوما على هذا، وإن كان الأمر لا يحتاج إلى ذلك؛ إذ الحديث ليس مما يقال من قبل الرأي، فهو مرفوع حكمًا؛ لكونهما تركا الأولى في ذلك، وهو الرفع اللفظيّ، فإنه أرفع منزلة من الرفع الحكميّ.

والحاصل أنهما تأسفا على عدم تلقيهما الحديث مرفوعًا لفظًا، وإن كان مرفوعًا حكمًا، والله تعالى أعلم.

(فَقَالَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنِّي آخِرُ الْأنبِيَاءِ، وَإِنَّ مَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ") الظاهر أن الحديث فيه اختصار من أوله، وهو قوله: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام"، فتكون الفاء في قوله: "فإني" للتعليل، كما سبق.

ويدل على أن عبد الله بن إبراهيم سمع أوّل الحديث المذكور من أبي هريرة - رضي الله عنه - ما أخرجه النسائيّ في "سننه"، من طريق سعد بن إبراهيم؛ أن أبا سلمة قال: سألت الأغرَّ عن هذا الحديث، فحَدَّث الأغرّ؛ أنه سمع أبا هريرة، يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا الكعبة".

وأخرجه البخاريّ من طريق زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغرّ، عن أبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".

ثم وجدت الدارقطنيّ - رحمه الله - ساقه بتمامه في "العلل"، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغرّ مولى الجهنيين، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015