(17165) - عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن
سعيد بن يسار، عن أبي هريرة؛ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمِرت بقرية تأكل القرى،
يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس، كما ينفي الكير الخبث". انتهى.
وأما رواية عبد الوهّاب، عن يحيى بن سعيد، فلم أجد من ساقها،
فليُنظر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[3356] (1383) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ أَعْرَابِيّاً بَايَعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقِلْني بَيْعَتِي،
فَأَبَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتي، فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْني
بَيْعَيي، فَأَبَى، فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي
ختثَهَا، وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا").
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ) بن عبد الله بن الْهُدَير التيميّ المدنيّ، ثقةٌ فاضلٌ
[3] (ت 130) أو بعدها (ع) تقدم في "الطهارة" 11/ 584.
2 - (جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمرو بن حرام - رضي الله عنهما -، تقدّم قبل بابين.
والباقيان تقدّما في الباب الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وهو (217) من رباعيّات
الكتاب.
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو
داود، وابن ماجه.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، سوى شيخه، فنيسابوريّ، وقد دخل
المدينة.
4 - (ومنها): أن صحابيّه - رضي الله عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (1540)
حديثاً.