"مستخرجه" (4/ 47 - 48)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع
والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3354] (1382) - (وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا
قُرِئَ عَلَيْهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَار يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى،
يَقُولُونَ: يَثْرِبَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ ختثَ الْحَدِيدِ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) الأنصاريّ القاضي المدنيّ، ثقةُ ثبتٌ [5] (ت 144)
(ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 36.
2 - (أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ) المدنيّ، ثقةٌ متقنٌ [3] (ت 117) أو
قبلها بسنة (ع) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" 5/ 1614.
والباقون ذُكروا في الباب، وفي الذي قبله.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من خُماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.
2 - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، إلا شيخ المصنّف، فبَغْلانيّ، وقد
دخل المدينة.
4 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة -رَحِمَهُ اللهُ-،
وسبق القول فيه قريباً.
شرح الحديث:
(عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريّ أنه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ) - بضم
الحاء المهملة، وبالموحدتين الأولى خفيفة - وقوله: (سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ) اسم أبي
الْحُباب، وهو منصوب على البدليّة، أو عطف البيان.