قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "لَكَاع" - بفتح اللام، وأما العين فمبنية على الكسر -
قال أهل اللغة: يقال: امرأة لَكَاعِ، ورجل لُكَعُ - بضم اللام، وفتح الكاف -
ويطلق ذلك على اللئيم، وعلى العبد، وعلى الغبيّ الذي لا يهتدي لكلام غيره،
وعلى الصغير. انتهى (?).
وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللهُ-: "اللُّكَعُ" عند العرب: العبد، ثم استُعمل في
الْحُمْق والذّمّ، يقال للرجل: لُكَع، وللمرأة: لَكَاعِ، وقد لَكِعَ الرجل يَلْكَع - من
باب تَعِبَ - لَكْعاً، ولَكَاعَةً: لَؤُمَ، وهو ألكع، وأكثر ما يقع في النداء، وهو
اللئيم، وقيل: الْوَسِخُ، وقد يُطلق على الصغير، ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - جاء
يطلب الحسن بن عليّ، فقال: "أَثَمَّ لُكَعُ (?) "، فإن أُطلق على الكبير أريد به
الصغير العلم والعقل. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: لا يُستعمل لَكَاع، ولُكَعُ إلا في النداء، يقال:
للذكر: يا لُكَعُ، وللأنثى: يا لَكَاعِ، وربّما جاء في الشعر في غير النداء
للضر ورة، كقو له:
أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي ... إِلَى بَيْتٍ قَعِيدَتُهُ لَكَاعِ
وإلى قاعدة الأسماء الملازمة للنداء أشار ابن مالك -رَحِمَهُ اللهُ- في "الخلاصة"
بقوله:
وَفُلُ بَعْضُ مَا يَخْتَصُّ بِالنِّدَا ... لُؤمَانُ نَوْمَانُ كَذَا وَاطَّرَدَا
فِي سَبِّ الانْثَى وَزْنُ يَا خَبَاثِ ... وَالأَمْرُ هَكَذَا مِنَ الثُّلَاثِي
وَشَاعَ فِي سَبِّ الذُّكُورِ فُعَلُ ... وَلَا تَقِسْ وَجُرَّ فِي الشِّعْرِ فُلُ
وإنما قال ابن عمر - رضي الله عنهما - لها هذا؟ تبسّطاً مع مولاته، وإنكاراً عليها إرادة
الخروج من المدينة؛ لأنه لا ينبغي الخروج منها؛ لأجل الشدّة والمشقّة.
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وخاطبها ابن عمر - رضي الله عنهما - بهذا إنكارأ عليها؛ لإدلاله
عليها؛ لكونها ممن ينتمي إليه، ويتعلق به، وحَثِّها على سكنى المدينة؛ لما فيه
من الفضل. انتهى.