لأن دعاءه -صلى الله عليه وسلم- للمدينة بهذه البركة إنما هو على وجه العموم لها، فلا ينبغي
تقييده بوقت دون وقت، فتفطّن.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه قبل حديثين، والله تعالى
أعلم بالصواب، صماليه المرجع والمآب.
وبالسند المتصل إلى الامام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3328] (0 137) - (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْب،
وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيةَ، قَالَ أَبُو كُرَيْب: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدًّثَنَا
الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ:
مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ، إِلَّا كِتَابَ اللهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: وَصَحِيفَة
مُعَلَّقَة فِي قِرَابِ سَيْفِهِ، فَقَدْ كَذَبَ، فِيهَا أَسْنَانُ الابِلِ، وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ،
وَفَييهَا قَالَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: "الْمَدِينَةُ حَرَمٌ، مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا
حَدَثًا، أَوْ اصوى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله، وَالْمَلَاِئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ
مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً، وَلَا عَدْلاً، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَة، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، وَمَنْ
ادَّعَى إِلَى كَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى كَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً، وَلَا عَدْلًا "وَانْتَهَى حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ
وَزُهَيْرٍ عِنْدَ قَوْيهِ: (يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ"، وَلَمْ يَذْكُرَا مَا بَعْدَهُ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِمَا:
مُعَلَّقَة في قِرَابِ سَيْفِهِ).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (أَبُو كُرَيْبٍ) محمد بن العلاء، تقدّم قريبًا.
2 - (أَبُو مُعَاوِيةَ) محمد بن خازم الضرير، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (الْأَعْمَشُ) سليمان بن مِهْران، تقدّم أيضًا قريبًا.
4 - (إِبْرَاهِيمُ التيْمِيُّ) ابن يزيد بن شَرِيك، أبو أسماء الكوفيّ، ثقةٌ عابد
[5] (ت 92) (ع) تقدم في "الإيمان " 78/ 406.