وقال القرطبيّ رحمه الله: "عَيَّ"، أو "عَيِيَ" - مشددًا ومُفككًا، وهما لغتان

معروفتان، وعليهما قرئ: {مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}. انتهى (?).

(إِنْ هِيَ أُبْدِعَتْ) قال القرطبيّ رحمه اللهُ: تُروَى "إن" بكسر الهمزة على أنها

شرطيّة، وبفتحها على أنها مصدريّة معمولة لحرف جرّ محذوف، فيتعدّى إليها

الفعل، وهو قوله: "عيي". انتهى.

وقوله: (أُبْدِعَتْ) -بضم الهمزة، وكسر الدال، وفتح العين، وإسكان

التاء- ومعناه: كَلَّت، وأعيت، ووقفت، قال أبو عبيد: قال بعض الأعراب:

لا يكون الإبداع إلا بظلع. انتهى.

(كَيْفَ يَأتى بِهَا؟ ) وقع في بعض النسخ: "لها" باللام، وفي بعضها: "بها"

بالباء، وكلاهما صحيح، أي كيف يفعل بها؟ (فَقَالَ) سنان بن سلمة (لَئِنْ قَدِمْتُ

الْبَلَدَ) وقع في معظم النسخ: "قَدِمتُ البلدَ"، وفي بعضها: "قَدِمتُ الليلةَ"،

وكلاهما صحيحٌ (لَأَسْتَحْفِيَنَّ) -بالحاء المهملة، وبالفاء- ومعناه: لأسالنّ

سُؤالًا بليغًا عن ذلك، يقال: أحفى في المسألة: إذا ألحّ فيها، وأكثر منها.

قاله النوويّ رحمه اللهُ (?).

وقال القرطبيّ رَحمه اللهُ: "لأستحفين عن ذلك": أي: لأكثرنَّ السؤال عنه،

يقال: أحفى في المسألة، وألَحَّ، وألحف: إذا بالغ فيها، ومنه قوله تعالى:

{كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا}؛ أي: كأنه أكثر سؤاله عنها حتى أخبر عنها، ومنه قول

الأعشى [من الطويل]:

فَإنْ تَسْألِي عَنَّا فَيَا رُبَّ سائلٍ ... حَفِىٍّ عَنِ الأَعْشَى به حَيْثُ أَصْعَدَا (?)

وقوله: (عَنْ ذَلِكَ) وقع في بعض النسخ: "عن ذلك" باللام، وفي

بعضها: "عن ذاك" بغير لام (قَالَ: فَأَضْحَيْتُ) - بالضاد المعجمة، وبعد الحاء

ياء مثناة تحتُ، قال صاحب "المطالع": معناه: صِرْتُ في وقت الضحى.

انتهى. (فَلَمَّا نَزَلْنَا الْبَطْحَاءَ) تأنيث الأبطح، وهو كلّ مكان متّسع، فيه دُقاق

الحصى (قَالَ) سنان (انْطَلِقْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (نَتَحَدَّثْ إِلَيْهِ، قَالَ) موسى بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015