"اللباب" (?). (قَالَ: انْطَلَقْتُ أنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ) بن الْمُحَبّق، أخو موسى،
تأتي ترجمته بعد حديث -إن شاء الله تعالى- (مُعْتَمِرَيْنِ) منصوب على الحال
من الفاعل (قَالَ) موسى (وَانْطَلَقَ سِنَانٌ مَعَهُ بِبَدَنَةٍ) بفتحات: هي الناقة، أو
البقرة، وقيل: هي الإبل خاصّة، وتقدّم تمام البحث فيها قريبًا، وجملة
(يَسُوقُهَا) في محلّ جرّ صفة لـ"بدنة" (فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ) قال النوويّ رحمه اللهُ:
"أزحفت" -بفتح الهمزة، وإسكان الزاي، وفتح الحاء المهملة- هذا رواية
المحدثين، لا خلاف بينهم فيه، قال الخطابيّ رحمه اللهُ: كذا يقوله المحدثون،
قال: وصوابه، والأجود: "فَأُزْحِفَتْ" -بضم الهمزة- يقال: زَحَفَ البعيرُ: إذا
قام، وأزحفه، وقال الهرويّ وغيره: يقال: أزحف البعيرُ وأزحفه السير،
بالألف فيهما، وكذا قال الجوهريّ وغيره، يقال: زَحَفَ البعيرُ، وأزحف
لغتان، وأزحفه السيرُ وأزحف الرجلُ: وقف بعيره، فحصل أن إنكار الخطابيّ
ليس بمقبول، بل الجميع جائز، ومعنى "أزحف": وقف من الْكَلال، والإعياء.
انتهى كلام النوويّ: رحمه اللهُ (?)، وهو تعقّبٌ جيّد.
وقال الفيّوميّ رحمه اللهُ: زحف البعير، من باب نَفَعَ: إذا أعيا، فَجَرّ فِرْسِنَهُ،
فهو زاحفةٌ، الهاء للمبالغة، والجمع زواحفُ، وأزحف بالألف لغةٌ، ومنه قيل:
زَحَفَ الماشي، وأزحف أيضًا: إذا أعيا، قال أبو زيد: ويقال لكلّ مُعْيٍ سمينًا
كان، أو مَهْزُولًا: زَحَفَ. انتهى (?).
(فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا) ذكر صاحب "المشارق"، و"المطالع" أنه رُوي على ثلاثة
أوجه: أحدها، وهي رواية الجمهور: "فَعَيَى" بياءين، من الإعياء، وهو العجز،
ومعناه: عَجَزَ عن معرفة حكمها لو عَطِبت عليه في الطريق، كيف يَعْمَل بها.
والوجه الثاني: "فَعَيَّ" بياء واحدة مشددة، وهي لغة بمعنى الأولى.
والوجه الثالث: "فَعُنيَ" بضم العين، وكسر النون، من العناية بالشيء،
والاهتمام به. انتهى.