قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في معظم النسخ ببلادنا، أو كلها، ووقع في بعض
نسخ المغاربة: "وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زهير، وأبو أسامة"،
فجعل زهيرًا بدل ابن نمير، قال أبو علي الغسانيّ الجيّانيّ، والقاضي: وقع في
رواية ابن ماهان، عن ابن سفيان، عن مسلم، قال. ووقع في رواية أبي أحمد
الْجُلُوديّ، عن ابن سفيان، عن زهير. قالا: وهذا وَهَمٌ، والصواب ابن نمير،
قالا: وكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبه في "مسنده"، قال الجيّانيّ: ورواه
الكسائيّ عن إبراهيم بن سفيان كما رواه ابن ماهان على الصواب. انتهى (?).
وقال النوويّ: وإنما ذكر خلف الواسطيّ في كتابه "الأطراف": حدّثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، حدّثنا ابن نمير، وأبو أسامة، ولم يذكر زهيرًا. انتهى.
شرح الحديث:
(عَن ابْنِ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) عمّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المتوفّى
سنة (32) تقدّمت ترجمته في "الإيمان" 13/ 159. (اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ
يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِي مِنًى) المراد بها ليلة الحادي عشر واللتين بعده (مِنْ أَجْلِ
سِقَايَتِهِ) قال القاري رحمه الله: أي التي بالمسجد الحرام المملوءة من ماء زمرم
المندوب الشرب منها عقب طواف الإفاضة وغيره إذا لم يتيسر الشرب من
البئر؛ للخلق الكثير، وهي الآن بِركة، وكانت حياضًا في يدي قُصَيّ، ثم منه
لابنه عبد مناف، ثم منه لابنه هاشم، ثم منه لابنه عبد المطلب، ثم منه لابنه
العباس، ثم منه لابنه عبد الله، ثم منه لابنه عليّ، وهكذا إلى الآن، لكن لهم
نُوّاب يقومون بها، قالوا: وهي لآل عباس أبدًا. انتهى.
وروى الفاكهي بسنده عن عطاء قال: سقاية الحاج زمزم، وقال الأزرقي:
كان عبد مناف يَحْمِل الماء في الروايا والقِرَب إلى مكة، ويسكبه في حياض من
أدم بفناء الكعبة للحجاج، ثم فعله ابنه هاشم بعده، ثم عبد المطلب، فلما حَفَر
زمزم كان يشتري الزبيب فينبذه في ماء زمزم، ويسقي الناس، قال ابن إسحاق:
لما ولي قصي بن كلاب أمر الكعبة كان إليه الحجابة، والسقاية، واللواء،