الأوزاعيّ: "حين أراد قدوم مكة" أي: صادرًا من منى إليها لطواف الوداع،
وَيحْتَمِل التعدد. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: الأظهر في الجمع هو الحمل على التعدّد، أعني
أنه -صلى الله عليه وسلم- قال هذا الكلام زمن الفتح، وقاله أيضًا عام حجة الوداع، وفي كلّ
منهما نزل ذلك المكان؛ ليتذكّر ما كانوا عليه من العداوة له، فيشكر الله تعالى
على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم، وتمكّنه من دخول مكة ظاهرًا على رغم
أنف من سعى في إخراجه منها، ومبالغةً في الصفح عن الذين أساءوا،
ومقابلتهم بالمنّ والإحسان، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ}، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
قال الجامع الفقير إلى مولاه الغنيّ القدير محمد ابن الشيخ العلامة
عليّ بن آدم بن موسى خُويدم العلم بمكة المكرّمة:
قد انتهيتُ من كتابة الجزء الثالث والعشرين من "شرح صحيح الإمام
مسلم" المسمَّى "البحرَ المحيطَ الثّجّاج شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج"
بعد صلاة العصر من يوم الأربعاء المبارك التاسع من شهر جمادى الأولى 9/
5/ 1429 هـ الموافق 6 مايو 2008 م.
أسأل الله العليّ العظيم ربّ العرش العظيم أن يجعله خالصًا لوجهه
الكريم، وسببًا للفوز بجنات النعيم لي ولكلّ من تلقّاه بقلب سليم، إنه بعباده
رءوف رحيم.
وآخر دعوانا: {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة يونس: 10].
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} الآية [سورة
الأعراف: 43].
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [سورة الصافات: 180 - 183].