شعره بين من يليه، قال: ثم أشار إلى الحلاق إلى جانبه الأيسر، فحلقه،

فأعطاه أم سليم. انتهى.

وأما رواية أبي كريب، عن حفص، فقد ساقها أبو داود -رَحِمَهُ اللهُ- في "سننه"،

فقال:

(1691) - حدّثنا محمد بن العلاء، حدّثنا حفص، عن هشام، عن ابن

سيرين، عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة يوم النحر، ثم

رجع إلى منزله بمنى، فدعا بِذِبْع فذبح، ثم دعا بالحلاق، فاخذ بشق رأسه

الأيمن، فحلقه، فجعل يقسم بين من يليه الشعرة والشعرتين، ثم أخذ بشق

رأسه الأيسر فحلقه، ثم قال: "ها هنا أبو طلحة؟ " فدفعه إلى أبي طلحة.

انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب

قال:

[3155] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا

هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ

انْصَرَفَ إِلَى الْبُدْنِ، فَنَحَرَهَا، وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ، وَقَالَ بِيَدِهِ عَنْ رَأْسِهِ (?)، فَحَلَقَ شِقَّهُ

الْأَيْمَنَ، فَقَسَمَهُ فِيمَنْ يَلِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "احْلِق الشِّقَّ الْآخَرَ"، فَقَالَ: "أَيْنَ أَبُو

طَلْحَةَ؟ " فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى) تقدّم في الباب الماضي.

2 - (عَبْدُ الْأَعْلَى) بن عبد الأعلى الساميّ، أبو محمد البصريّ، ثقةٌ [8]

(ت 189) (ع) تقدم في "الطهارة" 5/ 557.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ) المراد بالحجّام هو: الحالق المذكور في

الروايات الأخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015