قَطَعْنَا إِلَيْهِ كُلَّ بَرٍّ وَمَهْمَهٍ ... وَلَا شَاغِل إِلَّا وَعَنَّا قَطَعْنَاهُ

كَذَا عَزَمَاتُ السَّائِرِينَ لِطَيْبَةٍ ... رَعَى اللهُ عَزْمًا لِلْحَبِيبِ عَزَمْنَاهُ

وَكَمْ جَبَل جُزْنَا وَرَمْل وَحَاجِرٍ (?) ... وَللَّهِ كَمْ وَادٍ وَشِعْب عَبَرْنَاهُ

تُرَنِّحُنَا (?) الأَشْواقُ نَحْوَ مُحَمَّدٍ ... فَنَسْرِي وَلَا نَدْرِي بِمَا قَدْ سَرَيْنَاهُ

وَلَمَّا بَدَا جِزْعُ الْعَقِيقِ رَأَيْتُنَا ... نَشَاوَى سُكَارَى فَارَحِينَ بِرُؤيَاهُ

شَمَمْنَا نَسِيمًا جَاءَ مِنْ نَحْوِ طَيْبَةٍ ... فَأَهْلًا وَسَهْلًا يَا نَسِيمًا شَمَمْنَاهُ

فَقَدْ مُلِئَتْ مِنَّا الْقُلُوبُ مَسَرَّةً ... وَأَيُّ سُرُورٍ مِثْلَ مَا قَدْ سُرِرْنَاهُ

فَوَا عَجَبَاهُ كَيْفَ قَرَّتْ عُيُوُننَا ... وَقَدْ أَيْقَنَتْ أَنَّ الْحَبِيبَ أَتَيْنَاهُ

وَلُقْيَاهُ مِنَّا بَعْدَ بُعْدٍ تَقَارَبَتْ ... فَوَ اللهِ لَا لُقْيَا تُعَادِلُ لُقْيَاهُ

وَصَلْنَا إِلَيْهِ وَاتَّصَلْنَا بِقُرْبِهِ ... فَلِلَّهِ مَا أَحْلَى وُصُولاً وَصَلْنَاهُ

وَقَفْنَا وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وإِنَّهُ ... لَيَسْمَعُنَا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ فَدَيْنَاهُ

وَرَدَّ عَلَيْنَا بِالسَّلَامِ سَلَامَنَا ... وَقَدْ زَادَنَا فَوْقَ الَّذِي قَدْ بَدَانَاهُ

كَذَا كَانَ خُلْقُ الْمُصْطفَى وَصِفَاتُهُ ... بِذَلِكَ فِي الْكُتْبِ الصِّحَاحِ عَرَفْنَاهُ

وَثَمَّ دَعْوَنَا لِلأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... فَكَمْ مِنْ حَبِيب بِالدُّعَا قَدْ خَصَصْنَاهُ

وَمِلْنَا لِتَسْلِيمِ الإِمَامَيْنِ عِنْدَهُ ... فَإِنَّهُمَا حَقًّا هُنَاكَ ضَجِيعَاهُ

وَكَمْ قَدْ مَشَيْنَا فِي مَكَانٍ بِهِ مَشَى ... وَكَمْ مَدْخَل لِلْهَاشِمِيِّ دَخَلْنَاهُ

وَآثَارُهُ فِيهَا الْعُيُونُ تَمَتَّعَتْ ... وَقُمْنَا وَصَليْنَا بِحَيْثُ مُصَلَّاهُ

وَكَمْ قَدْ نَشَرْنَا شَوْقَنَا لِحَبِيبِنَا ... وَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ فِي الْقُلُوبِ شَفَينَاهُ

وَمَسْجِدُهُ فِيهِ سَجَدْنَا لِرَبِّنَا ... فَلِلَّهِ مَا أَعْلَى سُجُودًا سَجَدْنَاهُ

بِرَوْضَتِهِ قُمْنَا فَهَاتِيكَ جَنَّةٌ ... فَيَا فَوْزَ مَنْ فِيهَا يُصَلِّي وَبُشْرَاهُ

وَمِنْبَرُهُ الْمَيْمُونُ مِنْهُ بَقِيَّة ... وَقَفْنَا عَلَيْهَا وَالْفُؤَادَ كَرَرْنَاهُ

كَذَلِكَ مِثْلَ الْجِذْع حَنَّتْ قُلُوُبنَا ... إِلَيْهِ كَمَا وَدَّ الْحَبِيبَ وَدِدْنَاهُ

وَزُرْنَا قُبأ حُبًّا لأحْمَدَ إِذْ مَشَى ... عَسَى قَدَماً يَخْطُو مَقَامًا تَخَطَّاهُ

لِنُبْعَثَ يَوْمَ الْبَعْثِ تَحْتَ لِوَائِهِ ... إِذَا اللهُ مِنْ تِلْكَ الأَمَاكِنِ نَادَاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015