(ت 237) (خ م د س) تقدم في "المقدمة" 3/ 7.
2 - (أَبُوهُ) هو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسّان العنبريّ، أبو المثنّى البصريّ القاضي، ثقة متقنٌ، من كبار [9] (ت 196) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 7.
3 - (شُعْبَةُ) بن الحجّاج الإمام الحجة المثبت المشهور البصريّ [7] (ت 160) (ع) المذكور قريبًا، والباقون تقدّموا قبل حديث.
وقوله: (وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ) أي أشار أبو عمرو الشيبانيّ إلى دار عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وفيه أن الإشارة تُتَنَزَّل منزلة التصريح، إذا كانت مُعَيِّنة للمشار إليه، مميزة له عن غيره، إلا ترى أن الأخرس إذا طلَّق امرأته بالإشارة المفهمة يقع طلاقه بحسب الإشارة، وكذا سائر تصرّفاته (?).
وقوله: (حَدَّثَنِي بِهِنَّ) أي بهؤلاء الجمل الثلاث، وهو مقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وفيه تقرير وتأكيد لما تقدم من أنه باشر السؤال، وسمع الجواب؛ إذ لا ريب أنه صريحٌ في ذلك، وهو أرفع درجات التحمّل.
وقوله: (وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) أي ولو طلبت منه - صلى الله عليه وسلم - أن يعلّمني زيادةً على ما سألته لزادني؛ لسعة خلقه، وحسن عشرته، ثم طلبه الزيادة يحتمل أن يكون أراد من هذا النوع، وهي مراتب أفضل الأعمال، ويحتمل أن يكون أرادها من مطلب المسائل المحتاج إليها، وفي رواية الترمذيّ من طريق المسعوديّ، عن الوليد: "فسكت عنّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو استزدته لزادني"، فكأنه استشعر منه مشقة وسآمة، فلذلك قال ما قاله، ويؤيّده ما في رواية المصنّف الماضية: "في تركت أن أستزيده إلَّا إرعاءً عليه"، أي شفقةً عليه؛ لئلا يسأم (?).
وقال النوويّ في "شرحه": قوله: ("ولو استزدته لزادني") فيه جواز استعمال "لو"، وجواز إخبار الإنسان عما لَمْ يقع أنه لو كان كذا لوقع؛ لقوله: "لو استزدته لزادني". انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.