(عَمَّا شِئْتَ) متعلّق بـ "سَلْ"، و"ما" اسم موصول بمعنى الذي، ووقع في
بعض النسخ بلفظ: "سَلْ عَمَّ شئتَ"، والظاهر أنه غلطٌ؛ لأن "ما" الموصولة لا
تُحذف ألفها، وإنما تحذف ألف "ما" الاستفهاميّة، ولا وجه لها هنا، فتأمل،
والله تعالى أعلم.
(فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى) جملة حاليّة؛ أي: كان سؤالي له في حال عماه،
وإنما طرأ له العمى في آخر حياته، كما قال في "أُسد الغابة"، ويدلّ على ذلك
قوله فيما يأتي من حكايته عن نفسه: "نظرت إلى مدّ بصري ... إلخ".
وقوله: (وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ) جملة معطوفة على"فسألته"، ويَحْتَمِل أن
تكون حالا بتقدير "قد" على رأي البصريين، ودونها على رأي الكوفيين (فَقَامَ
فِي نِسَاجَةٍ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هي بكسر النون، وتخفيف السين المهملة،
وبالجيم، هذا هو المشهور في نسخ بلادنا، ورواياتنال "صحيح مسلم"، و"سنن
أبي داود"، ووقع في بعض النسخ: في "سَاجَةٍ" بحذف النون، ونقله القاضي
عياض عن رواية الجمهور، قال: وهو الصواب، قال: والساجةُ، والساجُ:
ثوبٌ كالطيلسان وشبهه، قال: ورواية النون وقعت في رواية الفارسيّ، قال:
ومعناه ثوب مُلَفَّقٌ، قال: قال بعضهم: النون خطأ، وتصحيفٌ، قال النوويّ:
وليس كذلك، بل كلاهما صحيح، ويكون ثوبًا مُلَفّقًا على هيئة الطيلسان، قال
القاضي في "المشارق": الساجُ والساجة: الطيلسان، وجمعه سِيجان، قال:
وقيل؛ هي الخضر منها خاصَّة، وقال الأزهريّ: هو طيلسان مُقَوَّرٌ يُنْسَجُ
كذلك، قال: وقيل: هو الطيلسان الحسن، قال: ويقال: الطيلسان بفتح اللام،
وكسرها، وضمها، وهي أقلّ. انتهى (?).
وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: "النِّسَاجةُ: هي ضَرْبٌ من الملاحف منسوجةٌ،
كأنها سُمِّيت بالمصدر، يقال: نسجت أَنْسُجُ نَسْجًا، وَنِسَاجَةً". انتهى (?).
(مُلْتَحِفًا بِهَا) حال من "نساجة"، وهو اسم فاعل من الْتَحَفَ به: إذا
تغطّي، و"اللِّحَافُ: ما يُلتَحَف به، كالْمِلْحَفة، والْمِلْحَف، أفاده