فَعَلْتُمْ"، قَالَ: فَأَحْلَلْنَا حَتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ، وَفَعَلْنَا مَا يَفْعَل الْحَلَالُ، حَتَّى إِذَا كَانَ

يَوْمُ التَرْوِيَةِ، وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ) مَيْسَرة الْعَرْزميّ الكوفيّ، ثقةٌ [5]

(ت 145) (خت م 4) تقدم في "الإيمان" 83/ 442.

والباقون ذُكروا في الباب، و"ابن نُمير" هو "محمد بن عبد الله بن نُمير"،

و"أبوه" هو: عبد الله بن نُمير الهمدانيّ، و"عطاء" هو: ابن أبي رَبَاح.

وقوله: (أَنْ نُحِل) تقدّم أنه من الإحلال، ويدلّ قوله بعده: "أحِلُّوا"، أنه

من الحلّ، ويدلّ عليه قوله في الرواية الماضية: "حِلُّوا".

وقوله: (فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا) بضمّ الموحدة؛ أي: شقّ علينا التحلّل بعمل

العمرة؛ لعدم موافقته لفعل النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وقوله: (حَتَى وَطِئْنَا النِّسَاءَ) بفتح الواو، وكسر الطاء المهملة، يقال:

وطئته برجلي أطؤه وَطْئًا: عَلَوتُهُ، ويتعدّى إلى ثان بالهمزة، فيقال: أوطأت

زيدًا الأرضَ، ووطِئَ زوجته وَطْئًا: جامعها؛ لأنه استعلاء (?).

وقوله: (وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه دليل

للشافعيّ وموافقيه أن المتمتع، وكلَّ من كان بمكة، وأراد الإحرام بالحجّ،

فالسنّة له أن يُحْرِم يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة، وقد سبقت المسألة

مرات.

وقوله: "جعلنا مكة بظهرٍ" معناه: أهللنا عند إرادتنا الذهاب إلى منى.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه في الحديث الماضي،

والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال:

[2945] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ

نَافِعٍ، قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ مُتَمَتِّعًا بِعُمْؤ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ النَّاسُ: تَصِيرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015