الأرض: إذا مضى، وأصعد في الوادي: إذا انحدر، كصعّد، تصعيدًا، قاله في

"القاموس"، وقال أيضًا: صَعِدَ في السلّم، كسَمِع صُعُودًا، وصَعَّد في الجبل،

وعليه تصعيدًا: رَقِيَ، ولم يُسمع: صَعِدَ فيه؛ أي: بالتخفيف. انتهى (?).

و"المنهبط": ضدّ الْمُصْعِد.

قال النوويّ رحمه الله: قولها: "فلقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مصعد من

مكة ... إلخ"، وقالت في الرواية الأخرى: "فجئنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في

منزله، فقال: هل فرغتِ؟ فقلت: نعم، فأذَّن في أصحابه، فخرج، فمَرّ

بالبيت، وطاف"، وفي الرواية الأخرى: "فأقبلنا حتى أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو

بالحصبة".

قال: وجه الجمع بين هذه الروايات أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث عائشة مع أخيها بعد

نزوله المحصَّب، وواعدها أن تَلْحَقه بعد اعتمارها، ثم خرج هو -صلى الله عليه وسلم- بعد

ذهابها، فقصد البيت؛ ليطوف طواف الوداع، ثم رجع بعد فراغه من طواف

الوداع، وكلُّ هذا في الليل، وهي الليلة التي تلي أيام التشريق، فلقيها -صلى الله عليه وسلم-،

وهو صادر بعد طواف الوداع، وهي داخلة لطواف عمرتها، ثم فَرَغَت من

عمرتها، ولَحِقته -صلى الله عليه وسلم-، وهو بعدُ في منزله بالمحصَّب.

وأما قولها: "فأَذَّن في أصحابه، فخرج، فمَرَّ بالبيت، وطاف"، فيُتَأَوَّل

على أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، وأن طوافه -صلى الله عليه وسلم- كان بعد خروجها إلى

العمرة، وقبل رجوعها، وأنه فرغ قبل طوافها للعمرة. انتهى كلام

النوويّ رحمه الله (?).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن معنى كلامها أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لقيها،

والحال أنه راجع من مكة بعد طوافه للصدر إلى محلّ نزوله من المحصّب الذي

قال لها حين توجهت إلى التنعيم موعدك مكان كذا وكذا، وهي منحدرة على

مكة لأداء العمرة بالطواف والسعي.

والحاصل أن ملاقاتهما كانت حين رجوعه -صلى الله عليه وسلم- بعد طوافه للصدر إلى

محل نزوله، وهي متوجّهة من التنعيم إلى مكة لأداء العمرة، ولا ينافي هذا ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015