وقوله: (عِنْدَ كَذَا وَكَذَا) وفي رواية البخاريّ: "ثم ائتنا بمكان كذا
وكذا"، قال في "الفتح": في رواية إسماعيل "بحبل كذا"، وضبطه في "صحيح
مسلم" وغيره بالجيم وفتح الموحدة، لكن أخرجه الإسماعيليّ من طريق
حسين بن حسن، عن ابن عون، وضبطه بالحاء المهملة، يعني وإسكان
الموحدة، والمكان المبهم هنا هو الأبطح، كما تبيّن في غير هذا الطريق.
انتهى (?).
وقوله: (قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: غَدًا) أي: قال: "ثم القَيْنا عند كذا وكذا غَدًا"،
وهذا الظنّ من أحد الرواة، ولم يتبيّن لي من هو؟ والله تعالى أعلم.
وقوله: (وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ) بفتح النون، والصاد المهملة؛ أي:
التعَبِ.
وقوله: (أَوْ قَالَ: نَفَقَتِكِ) قال الكرمانيّ رحمه الله: "أو" إما للتنويع في كلام
النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وإما شك من الراوي، والمعنى أن الثواب في العبادة يكثر بكثرة
النصَب، أو النفقة، والمراد: النصَب الذي لا يَذُمّه الشرع، وكذا النفقة، قاله
النوويّ رحمه الله. انتهى.
ووقع في رواية الإسماعيليّ من طريق أحمد بن منيع، عن إسماعيل:
"على قدر نَصَبك، أو على قدر تَعَبِك"، قال الحافظ رحمه الله: وهذا يؤيد أنه من
شك الراوي، وفي روايته من طريق حسين بن حسن: "على قدر نفقتك، أو
نصبك"، أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخرجه الدارقطنيّ، والحاكم، من طريق
هشام، عن ابن عون، بلفظ: "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك"،
بواو العطف، وهذا يؤيِّد الاحتمال الأول.
وقوله في رواية ابن علية: "لا أعرف حديث ذا من حديث ذا"، قد أخرج
الدارقطنيّ، والحاكم، من وجه آخر ما يدلّ على أن السياق الذي هنا للقاسم،
فإنهما أخرجا من طريق سفيان، وهو الثوريّ، عن منصور، عن إبراهيم، عن
الأسود، عن عائشة: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لها في عمرتها: "إنما أجرك في عمرتك
على قدر نفقتك".