بما شاهده، ويدلّ على أن ذلك كان في بعض الأحيان، وأما نفي أنس - رضي الله عنه -

فهو محمول على الأكثر الأغلب من حاله - صلى الله عليه وسلم -، أشار إلى هذا في "الفتح" (?)،

وسيأتي الجمع بين هذا الحديث وحديث النهي عن التزعفر للرجال في "كتاب

اللباس" حيث يذكر المصنّف رحمه الله هناك حديث النهي عن التزعفر للرجال- إن

شاء الله تعالى-.

(بِالصُّفْرَةِ) متعلّق ب "تصبغ"، وهو بضمّ الصاد المهملة، وسكون الفاء:

لون دون الحمرة.

(وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ) أي: رفعوا أصواتهم

بالتلبية من أول ذي الحجة (وَلَمْ تُهْلِلْ أَنْتَ حَتَى يَكُونَ) ولفظ البخاريّ: "حتى

كان"، ويجوز في "تكون" أن تكون تامةً، وأن تكون ناقصةً، فإن كانت تامة

يكون "يومُ" مرفوعًا؛ لأنه اسم "يكون"، وإن كانت ناقصة تكون خبر

"يكون" (?).

(يَوْمُ التَّرْوِيَةِ) أي: الثامن من ذي الحجة، ومراده: فتُهِلّ أنت حينئذ،

وتبَكان من جواب ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان لا يُهِلّ حتى يركب قاصدًا إلى منى (?).

قال النوويّ رحمه الله: يوم التروية بالتاء المثناة فوقُ، وهو الثامن من ذي

الحجة، سُمِّي بذلك؛ لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء؛ أي: يحملونه

معهم من مكة إلى عرفات؛ ليستعملوه في الشرب وغيره. انتهى (?).

وقال في "العمدة": اختلفوا في سبب التسمية بيوم التروية على قولين،

حكاهما الماورديّ وغيره:

[أحدهما]: لأن الناس يتروون فيه من الماء من زمزم؛ لأنه لم يكن بمنى

ولا بعرفة ماء.

[والثاني]: أنه اليوم الذي رأى فيه آدم عليه السلام حواء.

قال: وفيه قول آخر، وهو أن جبريل عليه السلام أرى فيه إبراهيم أول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015