(2909) - حدّثنا عليّ بن محمد، حدّثنا أبو معاوية، وأبو أسامة،
وعبد الله بن نُمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: تَلَقَّفْت
التلبية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك
لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، قال: وكان ابن عمر
يزيد فيها: لبيك لبيك لبيك وسعديك، والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك
والعمل. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو
حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[2814] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي
يُونُسُ، عَن ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: فَإِنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَنِي، عَنْ
أَبِيهِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُهِلّ مُلَبِّدًا، يَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، لَا
يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانَ يَقُولُ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكَعُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكعَتَيْنِ، ثُمَّ إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ النَّاقَةُ قَائِمَةً، عِنْدَ
مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ، أَهَلَّ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ:
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يُهِلُّ بِإهْلَالِ رَسُولِ اللهِ على مِنْ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ،
وًيقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ لَبَّيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ
إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
وقد تقدّم بهذا السياق في الباب الماضي.
وقوله: (يُهِلُّ) بضمّ الياء من الإهلال، وهو رفع الصوت بالتلبية.
قال النوويّ رً-إَفهُ: قال العلماء: الإهلالمارفع الصوت بالتلبية عند الدخول
في الإحرام، وأصل الإهلال في اللغة رفع الصوتِ ومنه استَهَلّ المولود؛ أي:
صاح، ومنه قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: 173]؛ أي: رُفع