قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وقد وقع في رواية عاصم بن ضمرة: "شدّ مئزره، واعتزل النساء"، فعطفه بالواو، فيتقوّى الاحتمال الأول. انتهى (?).
قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: ذهب بعضهم إلى أن اعتزاله النساء كان بالاعتكاف، وفيه نظر؛ لقوله فيه: "وأيقظ أهله"، فإنه يُشعر بأنه كان معهم في البيت، فلو كان معتكفًا لكان في المسجد، ولم يكن معه أحد. وفيه نظر، فقد ثبت حديث: "اعتكفت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - امرأة من أزواجه"، وعلى تقدير أنه لَمْ يعتكف أحد منهنّ، فيَحْتَمِل أن يوقظهنّ من موضعه، وأن يوقظهنّ عندما يدخل البيت لحاجته، قاله في "الفتح".
اختلف العلماء في معنى شَدّ الْمِئْزَر، فقيل: هو الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته - صلى الله عليه وسلم - في غيره، ومعناه: التشمير في العبادات، يقال: شدَدْتُ لهذا الأمر مئزري: أي تشمرت له، وتفرغت، وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء؛ للاشتغال بالعبادات. انتهى (?)، والله تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 2787] (1174)، و (البخاريّ) في "الاعتكاف" (2024)، و (أبو داود) في "الصوم" (1376)، و (النسائيّ) في "قيام الليل" (3/ 217) و"الكبرى" (1/ 421 و 2/ 270)، و (ابن ماجة) (1768)، و (الحميديّ) في "مسنده" (187)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 40 و 66)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2214)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2/ 253)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 261)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 313)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده: