2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيوخه كلّهم، فالأول ما أخرج له أبو داود، وابن ماجه، والثاني ما أخرج له الترمذيّ، والثالث ما أخرج له الترمذيّ، وابن ماجه، وكذا الخامس، والرابع ما أخرج له ابن ماجه.
3 - (ومنها): أن صحابيّه من أفاضل الصحابة -رضي الله عنهم-، فقد شَهِد هو وأبوه أبو أوفى -رضي الله عنهما- بيعة الرضوان تحت الشجرة، وعُمّر عبد الله بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دهرًا إلى أن كان آخر من مات من الصحابة -رضي الله عنهم- بالكوفة، وذلك سنة سبع وثمانين.
شرح الحديث:
(عَنْ َعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ) المراديّ الكوفيّ، تابعيّ صغير، لم يسمع من الصحابة إلا من ابن أبي أوفى، قال شعبة: كان لا يدلس، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى) -رضي الله عنهما-، وفي الرواية التالية: "حدّثنا عبد الله بن أبي أوفى"، زاد في رواية للبخاريّ: "وكان من أصحاب الشجرة" (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ) أي بزكاتهم؛ ليفرّقها عنهم (قَالَ: "اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ") أي ارحمهم، واغفر ذنوبهم.
قال القرطبيّ رحمه الله: لما أمر الله تعالى نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بأخذ الصدقة من الأموال، والدعاء للمتصدّق بقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} الآية [التوبة: 103] امتثل ذلك، فكان يدعو لمن أتاه بصدقته، ولذلك كان يقول لهم: "اللهم صلّ عليهم" أي ارحمهم. انتهى (?).
(فَأَتاهُ أَبِي أَبُو أَوْفَى) تقدّم أن اسمه علقمة بن خالد الأسلميّ -رضي الله عنه- (بصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى") يريد به أبا أوفى، وأما لفظ "آل دا فمقحم، أو المراد به ذات أبي أوفى؛ لأن الآل يُذْكَر ويراد به ذات الشيء، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في قصة أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه -: "لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود"، يريد به داود عليه السلام، وقيل: لا يقال ذلك إلَّا في حق الرجل الجليل القدير، كآل أبي بكر، وآل عمر -رضي الله عنهما-، وقيل: آل الرجل أهله، والفرق بين الآل والأهل أن الآل قد خُصّ بالأشراف، فلا يقال آل الحائك، ولا آل