قوله في رواية مسلم: "وتَشِبّ منه اثنتان"، وبذلك يندفع قول القائل: كونهما تشبّان منافي لكبرهما؛ لأن المراد بكبرهما قوّتهما، وذلك موافق لشبابهما، وليس المراد كِبَرأ يؤدي إلى الهرم والضعف، والله أعلم. انتهى (?).

وقال في "الفتح" عند قوله: "لا يزال قلب الكبير شابًّا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل": المراد بالأمل هنا محبة طول العمر، فسّره حديث أنس الذي بعده في آخر الباب، وسمّاه شابًّا؛ إشارة إلى قوّة استحكام حبة للمال، أو هو من باب المشاكلة والمطابقة.

وقال أيضًا بعد نقل قول النوويّ: "هذا صوابه، وقيل في تفسيره غير هذا، مما لا يرتضى" ما نصّه: وكأنه أشار إلى قول عياض: هذا الحديث فيه من المطابقة، وبديع الكلام الغاية، وذلك أن الشيخ من شأنه أن تكون آماله، وحرصه على الدنيا قد بَلِيَت على بلاء جسمه؛ إذا انقضى عمره، ولم يبق له إلا انتظار الموت، فلما كان الأمر بضدّه ذُمَّ، قال: والتعبير بالشابّ إشارة إلى كثرة الحرص، وبُعْد الأمل الذي هو في الشباب أكثر، وبهم أليق؛ لكثرة الرجاء عادةً عندهم في طول أعمارهم، ودوام استمتاعهم، ولذاتهم في الدنيا. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عنه هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [39/ 2410 و 2411] (1046)، و (البخاريّ) في "الرقاق" (6420)، و (الترمذيّ) في "الزهد" (2338)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (4233)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 358 و 394 و 443 و 447)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3219)، و (الحاكم) في "مستدركه" (4/ 328)، و (أبو نعيم) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015