وزائرات، والْمَزَار -بفتح الميم- يكون مصدرًا، وموضعُ الزيا رة، والزيَارةُ في الْعُرْف قَصْدُ المزور؛ إكرامًا له، واستئناسًا به، أفاده في "المصباح" (?).
(فَأَذِنَ لِي") بالبناء للفاعل، قال القاضي عياض رحمه الله: سبب زيارته -صلى الله عليه وسلم- قبرها أنه قصد الموعظة والذكرى بمشاهدة قبرها، ويؤيّده قوله -صلى الله عليه وسلم- في آخر الحديث: "فزوروا القبور، فإنها نها تذكر الموت لا، وقيل: زيارته -صلى الله عليه وسلم- قبرها مع أنها كافرة تعليم منه للأمة حقوق الوالدين، والأقارب، فإنه لم يترك قضاء حقها مع كفرها، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [34/ 2258 و 2259] (976)، و (أبو داود) في "الجنائز" (3234)، و (النسائيّ) في "الجنائز" (534 2) و"الكبرى" (2161)، و (ابن ماجه) في "الجنائز" (1569 و 1572)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (3/ 343)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 441)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3169)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (3/ 55)، و (الحاكم) في "مستدركه" (1/ 375)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 76)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1554)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان جواز زيارة قبر المشرك.
2 - (ومنها): أن فيه دلالةً على جواز زيارة المشركين في الحياة، وقبورهم بعد الوفاة؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة، وقد انقطع الأمل في إسلامهم ففي الحياة أولى؛ لأنه يمكن أن يُدعَوْا إلى الإسلام، ويشرح لهم محاسنه، وتكشف شبهاتهم، ويرغّبون في الدخول فيه، فيُرجَى بذلك إنقاذهم