والتصديق بذلك، إلا أنهم لا يتكلفون فيه شيئًا، ولا ينكره إلا أهل البدع.

رَوَى شعبة، عن علقمة بن مَرْثد، عن سعد بن عُبيدة، عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} الآية [إبراهيم: 27]، قال: في القبر إذا سئل مَن ربك، وما دينك؟ ومن نبيك؟ ، ورواه الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن البراء - رضي الله عنه - موقوفًا (?).

9 - (ومنها): بيان كون الجنة والنار مخلوقتين اليوم، وهو مذهب أهل السنة، ويدل عليه الآيات والأخبار المتواترة، مثل قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} الآية [الأعراف: 22]، وقوله: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 14 - 15]، وقوله: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} الآية [آل عمران: 133] إلى غير ذلك من الآيات، وتواتر الأخبار في قصة آدم - عليه الصلاة والسلام - عن الجنة، ودخوله إياها، وخروجه منها، ووعده الرد إليها، كل ذلك ثابت بالقطع.

قال إمام الحرمين - رحمه الله -: أنكر طائفة من المعتزلة خلقهما قبل يوم الحساب والعقاب، وقالوا: لا فائدة في خلقهما قبل ذلك، وحملوا قصة آدم على بستان من بساتين الدنيا، قال: وهذا باطل، وتلاعب بالدين، وانسلال عن إجماع المسلمين.

وقال القاضي أبو بكر ابن العربيّ - رحمه الله -: الجنة مخلوقة مهيأة بما فيها، سقفُها عرش الرحمن، وهي خارجة من أقطار السماوات والأرض، وكل مخلوق يفنى ويجدد أو لا يجدد إلَّا الجنة والنار، وليس للجنة سماء إلَّا ما جاء في "الصحيح" يعني قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وسقفها عرش الرحمن"، ولها ثمانية أبواب، وروي أنها كلها مُغلقة إلَّا باب التوبة، مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.

10 - (ومنها): ما قال ابن بطال - رحمه الله -: في الحديث ذمّ التقليد، وأنه لا يستحق اسم العلم التامّ على الحقيقة.

وتعقّبه ابن الْمُنَيِّر بأن ما حُكِي عن حال المجيب لا يدلّ على أنَّه كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015