الشَّمْسُ) بهمزة ممدودة، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا ضبطه جميع الرواة ببلادنا، وكذا أشار إليه القاضي عياض، قالوا: ومعناه: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، وهو من آض يئيض إذا رجع، ومنه قولهم: "أيضًا"، وهو مصدر منه. انتهى.

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: آض يَئيض أيضًا، مثلُ باع يبيع بيعًا: إذا رجع، فقولهم: افعل ذلك أيضًا معناه افعله عَوْدًا إلى ما تقدّم. انتهى (?).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: واختلف النحويّون في "آض" هل هي من أخوات "كان"، فتحتاج إلى اسم وخبر، أو إنما تتعدّى إلى مفعول واحد بحرف جرّ؟ على قولين، وهذا الحديث يدلّ على أنَّها مما تعدّى إلى مفعول واحد بحرف جرّ، غير أنه حُذف هنا، وقد يُحذف جرف الجرّ، فينتصب ما يُحذف منه حرف الجرّ، كما قال:

وَآضَ رَوْضُ اللَّهْوِ يَبْسًا ذَاوِيَا

وقد رُوي هذا الحرف هنا: "أضاءت الشمس"؛ أي: ظهر ضوؤها، يقال: ضاءت الشمس، وأضاءت بمعنى واحد. انتهى (?).

وقد ذكر الخضريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "حاشيته" (?) أفعالًا مثل "صار" في العمل والمعني، ومنها "آض"، فقال:

وقد جاء مثل "صار" في العمل والمعنى ما جمعته بقولي [من الوافر]:

بِمَعْنَى "صَارَ" فِي الأَفْعَالِ عَشْرٌ ... تَحَوَّلَ آضَ عَادَ ارْجِعْ لِتَغْنَمْ

وَرَاحَ غَدَا اسْتَحَالَ ارْتَدَّ فَاقْعُدْ ... وَحَارَ فَهَاكَهَا وَاللهُ أَعَلَمْ

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ"، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ) يعني: ابن أبي شيبة شيخه الأول ("لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ) أي: من انكساف الشمس والقمر (فَصَلُّوا، حَتَّى تَنْجَلِيَ، مَا مِنْ شَيْءٍ) "ما" نافية، و"من" زائدة، و"شيء" اسم "ما" الحجازيةّ، أو مبتدأ إن كانت تميميّةً، وقوله: (تُوعَدُونَهُ) صفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015