المصنّف: أنها قالت لِلَعّابين: وَدِدتُ أني أراهم، ففي هذا أنها سألت.

ويُجْمَع بينهما بأنها التمست منه ذلك، فأَذِن لها، وفي رواية النسائيّ من طريق أبي سلمة، عنها: "دخل الحبشة يلعبون، فقال لي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم"، إسناده صحيح، قال الحافظ: ولم أر في حديث صحيح ذكر "الحميراء" إلا في هذا (?).

وفي رواية أبي سلمة هذه من الزيادة عنها: "قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طَيّباً"، كذا فيه بالنصب، وهو حكاية قول الحبشة.

ولأحمد، والسرّاج، وابن حبان من حديث أنس: "أن الحبشة كانت تَزْفِنُ بين يدي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويتكلمون بكلام لهم: فقال: ما يقولون؟ قال: يقولون: محمد عبد صالح" (?).

قالت عائشة - رضي الله عنها -: (فَقُلْتُ: نَعَمْ) أي: أشتهي أن أنظر إلى لعبهم (فَأَقَامَني وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَي خَدِّهِ) جملة حالية بلا واو، كما في قوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36]، وقولِ القائل: "كَلَّمته فوه إلى فيّ".

وفي رواية هشام، عن أبيه عند المصنّف الآتية: "فوضعت رأسي على منكبه"، وفي رواية أبي سلمة عنها: "فوضعت ذَقَنِي على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خدّه"، وفي رواية عُبيد بن عُمير عنها: "أنظر بين أذنيه وعاتقه"، ومعانيها متقاربة، ورواية أبي سلمة أبينها، وفي رواية الزهريّ: "فيسترني، وأنا أنظر"، وفي لفظ: "يسترني بردائه"، ويُتَعَّقب به على الزين ابن الْمُنَيِّر في استنباطه من لفظ حديث الباب جواز اكتفاء المرأة بالتستر بالقيام خلف مَن تستر به، من زوج، أو ذي محرم؛ إذا قام ذلك مقام الرداء؛ لأن القصّة واحدة، وقد وقع فيها التنصيص على وجود التستر بالرداء، قاله في "الفتح" (?).

(وَهُوَ يَقُولُ) جملة حاليّة من فاعل "أقامني" ("دُونَكُمْ) في الأصل منصوب على الظرفية، وهو هنا اسم فعل بمعنى: الزموا، ومفعوله محذوفٌ؛ أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015