ذكره ابن حبان في "الثقات".

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب عشرة أحاديث بالمكرّرات.

8 - (أَبُوهُ) يعلى بن أمية بن أبي عُبيدة بن همام التميميّ، حليف قريش، وهو يعلى ابن مُنْية -بضم الميم، وسكون النون، بعدها تحتانية مفتوحة- وهي أمه، صحابيّ مشهور، مات -رضي الله عنه- سنة بضع وأربعين (ع) تقدم في "صلاة المسافرين" 1/ 1573.

لطائف هذا الإسناد:

1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف رحمهُ اللهُ، وله فيه ثلاثة من الشيوخ، قَرَن بينهم؛ لاتّحاد كيفيّة التحمّل والأداء منه، ثم فرّق بينهم؛ لاختلافهم فيما ذُكر.

2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه: أبي بكر، فما أخرج له الترمذيّ، وإسحاق، فما أخرج له ابن ماجه.

3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمكيين، سوى شيوخه.

4 - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين المكيين، روى بعضهم عن بعض.

5 - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه.

شرح الحديث:

(عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ) يعلى أبن أُميّة -رضي الله عنه- (أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ} [الزخرف: 77]) كذا الرواية هنا بإثبات الكاف، وهي قراءة الجمهور، وقرأ الأعمش: "ونادوا يا مالِ" بالترخيم، ورُويت عن عليّ، وهي قراءة ابن مسعود، قال عبد الرزاق: قال الثوريّ في حرف ابن مسعود: "ونادوا يا مالِ"؛ يعني: بالترخيم، وبه جزم ابن عيينة، ويذكر عن بعض السلف أنه لَمّا سمعها قال: ما أشغل أهل النار عن الترخيم، وأجيب باحتمال أنهم يقتطعون بعض الاسم؛ لضعفهم، وشدّة ما هم فيه.

وظاهر وقوع قوله: {وَنَادَوْا} بعد قوله: {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} أنهم بعدما طال إبلاسهم تكلّموا، والْمُبْلِس الساكت بعد اليأس من الفرج، فكان فائدة الكلام بعد ذلك حصول بعض فرج؛ لطول العهد، أو النداء يقع قبل الإبلاس؛ لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015