وقرب نهاية القرن العاشر ظهر عالمان يستحقان الإشادة وهما:
أبو الوليد بن جناح القرطبي الذي ولد في نهاية هذا القرن واشتغل بالطب أولًا ثم اتجه لدراسة اللغة العبرية. وقد ألف كتبًا كثيرة أشهرها.
"أ" كتاب بالعربية أسماه "كتاب المستلحق" وهو ذيل على عمل يهوذا بن حيوج.
"ب" كتاب بالعربية أسماه "كتاب التنبيه" رد فيه اعتراضات خصومه واحد بعد الآخر، وعالج فيه بعمق كثيرًا من الصيغ الشاذة.
"ج" كتاب ثالث اسمه "رسالة التقريب والتسهيل" يعد تعليقات على كتاب ابن حيوج، ويعالج جزؤه الأول موضوعات فونولجية، وجزؤه الثاني مشكلة الأصول الثلاثية للكلمات، وجزؤه الثالث الكلمات ذات الأصل الثالث الضعيف "الناقصة" والكلمات المضعفة.
"د" كتاب في النحو اسمه "اللمع" يحتوي على 46 فصلًا ويسير على النمط العربي.
"هـ" كتاب اسمه "كتاب الأصول" وهو معجم عبري باللغة العربية1.
ويلاحظ أنه كتب جميع مؤلفاته باللغة العربية.
وأبو الفرج هارون الذي أتم عملًا لغويًّا ضخمًا عام 1028 م وأسماه "الكتاب الشامل في الأصول والفروع للغة العبرية". ويحتوي الكتاب على ثمانية أبواب تعالج الستة الأولى منها مسائل نحوية، والسابع. يشكل معجمًا، في حين أن الأخير يعالج الكلمات الآرامية الموجودة في الإنجيل. وفي الجزء المعجمي كان يأخذ الأصل الثلاثي ويناقشه ويعرض معانيه المختلفة واستعمالاته، ثم بعد ذلك يعيد ترتيب حروف الكلمة بشكل آخر ويفعل ما سبق فعله. وهكذا يقلب الكلمة على احتمالاتها الواردة في اللغة. وله أعمال لغوية أخرى2.