احتك السريان باليونان منذ القدم، واختلطوا بهم إما بحكم الجوار أو بحكم خضوعهم لسلطان اليونان. ولذلك ترجم السريان النحو اليوناني. إلى السريانية. ونقلوا إلى لغتهم كثيرًا من الكلمات والاصطلاحات.
وليس هذا فحسب، بل قلدوا اليونان في نحوهم حين وضعوا قواعد لغتهم.
أول نحوي سرياني نعرفه هو يوسف الأهوازي أستاذ مدرسة نصيبين المتوفي سنة 580 م "حوالي 42 ق هـ" فقد كتب رسالة في النحو، وترجم كتابًا في نحو اللغة اليونانية اسمه: "الصناعة النحوية" إلى السريانية. كذلك اخترع بعض علامات للشكل، وكتب رسالة عن الكلمات التي تكتب بصورة واحدة ولكن يتعدد معناها.
وقد عثر على قطعة من كتاب ألف في القرن السادس في نحو السريان يتضح منها أن مؤلفها اتبع قواعد النحو اليوناني.
وفي القرن السابع ظهر نحاة سريان ينسب إلى بعضهم ابتداع نقط الإعجام في السريانية واختراع الحركات، ويعد يعقوب الرهاوي الذي ولد حوالي عام 640 م "19 هـ" وتوفي عام 708 م "90 هـ" أول من وضع نحوًا شاملًا، وقواعد للغة السريانية مبنية على النحو اليوناني، وقد عثر على قطع من هذا الكتاب1 فيها حديث عن الصوائت "الحركات" وقد استعارها من اليونانية ووضعها أولًا بين الحروف، ثم قام بوضعها فوق الحرف أو تحته في المكان الذي يوجد به فراغ2.
ووجدت طريقة ثالثة أقدم من هاتين، وهي وضع نقطة أو نقطتين، بطريقة رأسية أو أفقية أو مائلة، فوق الحرف أو تحته، ليوضح شكل حركة من الحركات.
وفي القرنين الثامن والتاسع ظهرت بعض مصنفات في نحو السريانية، وكان أشهر المؤلفين فيه أبو زيد حنين ابن إسحاق المتوفي سنة 873.