الفصل الأول: احتمالات التأثير الأجنبي

ليس هناك احتمال لوجود تأثير هندي على فن المعاجم العربية، بل العكس هو الاحتمال القائم يقول Haywood: "ومن العدل أن نقول: إن فترة النشاط المعجمي الكبير في الهند كانت في القرن الثاني عشر، وهو وقت كان العرب فيه قد أنتجوا بعضًا من معاجمهم العظيمة. والنظام المثالي لم يوجد مطلقًا في معاجم الهنود. ربما بسبب الصياغة الشعرية، أو ربما لأن المعاجم كانت تهدف عندهم إلى تيسير حفظها عن ظهر قلب"1. ولا ندري كيف يكون الهنود - كما يزعم الدكتور محمد إسماعيل الندوي - قد أثروا "في وضع المناهج للقواميس العربية"3، ولم يكن لديهم هم أنفسهم مناهج للقواميس الهندية؟ بل لم يكن أي من معاجمهم قد حقق النموذج الذي يجدر احتذاؤه. يقول Haywood: "هل الأعمال المعجمية عند الهنود تسمى معاجم؟ هذه نقطة محل مناقشة"3. ويقول weber: "إن المعاجم السنسكريتية بالمعنى العلمي لم تظهر إلا في وقت متأخر"4.

وليست أسبقية العرب في مجال المعاجم مقررة بالنسبة للهنود وحدهم بل بالنسبة للعالم أجمعه، يقول Haywood: ونحن نصر على أن نستشهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015