7- ويرتبط بهذا المأخذ مأخذ آخر وهو وقوف المعاجم عند فترة زمنية لم تتجاوزها وهي القرن الثاني بالنسبة لعرب الحواضر والرابع بالنسبة لعرب البوادي، مما أصاب اللغة بالجمود وعاقها عن التطور.

وخيرًا فعل واضعوا "المعجم الوسيط" حين لم يعترفوا بانقطاع سلامة اللغة العربيةعند عصر معين ولا مكان معين، وأثبتوا "في متن المعجم ما دعت الضرورة إلى إدخاله من الألفاظ المولدة أو المحدثة أو المعربة أو الدخيلة التي أقرها المجمع وارتضاها الأدباء فتحركت بها ألسنتهم وجرت بها أقلامهم"1. وقد استهدوا في ذلك بقرارات المجمع اللغوي التي من أهمها:

أ- فتح باب الوضع للمحدثين بوسائله المعروفة من اشتقاق وتجوز وارتجال.

ب- إطلاقه القياس ليشمل ما قيس من قبل وما لم يقس.

جـ- تحرير السماع من قيود الزمان والمكان.

د- الاعتداد بالألفاظ المولدة وتسويتها بالألفاظ المأثورة عن القدماء2.

8- خرجت معظم المعاجم العربية عن وظيفتها وبعدت عن حقل اختصاصها حين خلط أصحابها بين المعاجم والموسوعات ودوائر المعارف وحشوا معاجمهم بمواد غريبة عنها. وربما كان معجما "القاموس المحيط" للفيروزآبادي و"شمس العلوم" لنشوان بن سعيد3 من خير الأمثلة على ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015