المبحث الثاني: وضع عنوان البحث

يقال: الكاتب من أجاد المطلع والمقطع، وعنوان البحث مطلعه، بحيث يكون جديدا مبتكرا، حاملا الطابع العلمي الهادئ الرصين، مطابقا للأفكار الواردة بعده ومعبرا عن المشكلة باختصار، مبينا طبيعتها ومادتها العلمية، يعطي انطباعا أوليا في عبارات موجزة توحي للقارئ بفحوى البحث.

إن ما يجب الابتعاد عنه العناوين العامة، ومن أجل هذا يتخير الباحث الألفاظ المعبرة، ويفضل في اختيارها أن تكون ذات طابع شمولي، بحيث لو استدعت الدراسة التعرض لبعض الموضوعات ذات الصلة بالبحث، لما اعتبر هذا خروجا عن موضوعه، كما أنه لو اكتشف الباحث سعة يضيق معها الزمن المحدد له، لأمكن التصرف فيه، والعكس، إذا كان الزمن مضغوطا، ضيق الآفاق والحدود من البداية، فإن أي خروج عن مداره أثناء البحث يعتبر خطأ في المنهج وابتعادا عن الموضوعية.

تقتضي الدراسة العلمية المنهجية الوصول إلى عنوان واضح دقيق، يوحي للقارئ بفحوى مضمون البحث، ومدى استفادته منه، لهذا من الضروري استشارة الأساتذة الأكفاء لإبداء رأيهم ومقترحاتهم حول عنوان البحث، ومناقشة مدلوله، والتعرف على أبعاده، ويزيد هذا من اطمئنان الباحث في الوقوف على اختلاف وجهات النظر.

وكما يضطر الباحث أحيانا إلى تعديل موضوع بحثه، فقد يضطر إلى تعديل عنوان بحثه، وهو أمر طبيعي، قد يتم بعد توغل الباحث في مجالات بحثه، إذا اتضحت له أمور وذيول لم يكن قد تعرف عليها قبلا، وهو أمر يزعج الباحثين في المجال الأكاديمي، طلبة الماجستير والدكتوراة، لهذا كان من المستحسن أن يكون التذبذب في خط سيرهم ضئيلا، كي لا يضطرون إلى التعديل كثر أو قل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015