المبحث الأول: كيفية اختيار المقياس

حينما ندرس ظاهرة من الظاهرات علينا أن نختار مقياسا أو معيارا لقياس هذه الظاهرة، ومدى ارتباطها بغيرها من الظاهرات في المكان الوحد أو الأمكنة المتعددة، وكذلك بالنسبة للزمان، ويقودها هذا إلى البحث عن الكيفية التي نختار بها عناصر ومدة القياس. وهو أمر هام يستدعي التفكير والتأمل والتدريب على كيفية الاختيار والمقياس الملائم وطريقة تطبيقه والحصول بوساطته على النتائج المرضية.

إن التغلب على مشكلة اختيار المقياس يتطلب تحديد الهدف وتوضيح الغاية، مما يجعل الباحث أمام عدة مقاييس وما يسهل الاختيار هو توضيح الهدف، رغم ذلك قد يصطدم بصعوبة تتمثل بعدم توافر البيانات ليبني عليها المقياس الذي اختاره، هذا وليس هناك مقياس واحد يخلو من نقد أو نقص أو عيب، كما أن المقياس الواحد قد لا يعطي صورة صادقة وصحيحة عن خصائص الظاهرة ومقدار ارتباطها بغيرها، وشكل هذا الارتباط، إلا إذا كانت جميع المقاييس ترتبط ارتباطا وثيقا بمكان الظاهرة وشكل ونمط توزيعها، وفي هذه الحالة يحقق المقياس غرضه.

أما إذا كان الارتباط بين العناصر المتغيرة غير قوى فإن المقياس في هذه الحالة يكشف عن مظهر من مظاهر التباين أو التنوع المكاني "صلى الله عليه وسلمreal عز وجلefferentiation" لتلك الظاهرة وعلى كل فإن اختيار المقاييس المناسبة والمستعملة في التحليلات العلمية مشكلة يعاني منها كل الباحثين حين يريدون انتقاء وحدة القياس التي تلزم قبل الشروع في اختيار الوسيلة، لهذا كان يفضل أن يحرص الباحث العلمي كل الحرص على اختيار الوحدة القياسية المناسبة التي تخدم غرضه وهدفه، وقد يختار الباحث أكثر من مقياس بهدف الكشف عن المزيد من حقيقة الظاهرة وجوانبها المتعددة، وإعطاء أبعاد أكثر للتحليلات وبالتالي يكون التعمق والموضوعية في الدراسة والبحث أكثر.

هذا وإن الأساس الذي يقوم عليه تصنيف المقاييس يعتمد على عاملين:

1- عدد المقاييس المستخدمة.

2- عدد الظاهرات التي تدرس في آن واحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015