القديم مثل مصر والصين والهند، ونجد القليل منه في اليونان، ولا نجده في روما، ولكن العرب امتازوا بالروح العلمية الاستطلاعية، مما يجعلهم يدعون بجدارة آباء العلم الحديث، لقد بنى العرب على الأساس العلمي الذي استقوه من غيرهم أبحاثا عظيمة، وتوصلوا إلى اكتشافات عظيمة، لقد صنعوا أول مكبر، وصنعوا أول بوصلة، وطبقت شهرة أطبائهم وجراحيهم آفاق أوروبا، وكانت بغداد مركز إشعاع فكري وقرطبة عاصمة إسبانيا العربية مثيلة بغداد في دنيا الغرب، وكانت في العالم العربي ومراكز علمية أخرى ازدهرت فيها العلوم"1.
رغم ذلك لم يحظ إسهام العرب والمسلمين في العلوم باهتمام لائق وعناية مرجوة من الباحثين في البلاد العربية، ويدعي علماء الغرب أن إنجازات العرب، اقتصرت على العلوم الدينية والأدبية، ومن هنا بدأت انطلاقة هدفها إحياء التراث العربي علوم وأعلام، لأن إحياء القديم وربطه بالحاضر من أقوى الدعائم التي بنت الأمم عليها كيانها، ونورد فيما يلي ترجمة مختصرة لتراثنا المخطوط، نأمل أن تكون انطلاقة خير للمستقبل.
تظهر معالم الأصالة للحضارة العربية في العلوم أسلوبهم الدقيق الذي نهجوه، لا شك أن لليونان أثر علمي، لكنهم اعتمدوا على العقل والاستدلال المنطقي وأهملوا المنهج العلمي الذي يعتبر في العصر الحديث محور الارتكاز، ونعرف فيما يلي عرضا محايدا لبعض ما يتضمنه تراثنا المخطوط:
في مجال الرياضيات عصب الحضارة الإنسانية، جاء علماء العرب وأفادوا في فروعه المختلفة، ينسب علماء الغرب فكرة "الكسر العشري" إلى العالم الغربي سيمون ستيفن