يستخدم النموذج من أجل مساعدة الباحث في الاستنتاج، بشرط افتراض علاقة تمثيل أو ارتباط بين بعض المظاهر او الظواهر موضوع اهتمام الباحث، وبين النموذج الذي يطلق عليه في مثل هذه الحالة بالشبيه أو النظير فلو افترضنا أن لدينا شيئين يشتركان في بعض خصائصهما البنائية "التركيب والشكل" فإن أحدهما يساعدنا على فهم الآخر، وكشف مكوناته وتوقعاته، وبناء عليه فإن النموذج الذي يقوم الباحث بعملية اختياره، يجب أن يكون مألوفا ومعروفا من قبله، بصرف النظر عن نظام تطبيقه، وبتعبير آخر: أن تترجم المشكلة أو الموضوع الذي يكون الباحث بصدد بحثه، أو أن يحول إلى مفاهيم واصطلاحات تعتبر مكونات النموذج وأساسه.

وهكذا فإن الاستخدام النافع لنماذج يتضمن تطويرا سريعا وصياغة سهلة لها، كي يسهل استعمالها ورصدها، وضبطها والسيطرة عليها، وعمل الاستنتاجات فيها، وفي نهاية المطاف يمكن إعادة تطبيقها على الواقع، لاختبار مدى صدقها وانطباقها على الحقيقة، والخروج بعد ذلك بقوانين، وأحكام عامة لها ارتباط بسير الظاهرة وشكلها وعملها.

إن أي شيئين يمكن أن يكونا نظيرين، إذا كان متشابهين في خصائصهما البنائية "properties" ومسلكهما العام، أو نمط وظيفتهما، لهذا فإن استخدام اصطلاح "نظير أو شبيه" لا يعبر عن الدقة العملية من الوجهة العلمية، لأن المدى الواسع من درجات التشابه، يمكن أن يجعل باني النموذج يستخدم النظائر "نماذج" متنوعة تنطبق إما على الوضع الماضي أو الحاضر بشكل نظري أو منطقي رياضي.

وهكذا فإن استخدام النماذج أو النظائر لغرض الاستنتاج هاما ومفيدا للغاية بشرط مطابقة التشابه بينها في الموضوع أو البحث المطلوب معالجته أو دراسته، ولقد استخدم علماء الفيزياء نماذج في الماضي لسهولة الحصول على النتائج واختبارها وإجراء التجارب عليها، وقد لعبت النماذج دورا هاما في ميدان الفضاء قبل إطلاق المركبات الفضائية، وكان من الصعب النماذج في ميدان العلوم الاجتماعية، لكن ظهور وتطور الفيزياء الاجتماعية ساعد على تطبيق القوانين الفيزيائية، فقد استخدمت النماذج لسلوك الإنسان ومسلكه في مجتمعه، بحيث استفادت المدن مثلا من حيث حجمها من تطبيق قانون "نيوتن" في الجاذبية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015