كان الخلاف بين العلم حيث ينتهي العلماء في دراساتهم لأية ظاهرة إلى نتائج واحدة، وإلا كان الالتجاء إلى التجربة لمعرفة الصواب في أمرها، وبين الفن والأدب الذي يقوم على الخبرة الذاتية.
لقد فطن علماء العرب إلى أن مفهومي النزاهة والموضوعية من خصائص التفكير العلمي ومن مقوماته الأساسية، ودليل ذلك ما يرد في مقدمات كتبهم عندما يحددون منهج بحثهم وخطته وهدفه، فمن ذلك ما أورده "الحسن بن الهيثم" في مقدمته "الشكوك على بطليموس"1 وكذلك الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال"2 وابن رشد في كتابه "فضل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال" وكلها تشهد على تجرد علماء العرب من الأهواء والنزوات واستبعاد الميول الشخصية والاعتبارات الذاتية والعصبية القومية والدينية، وتوخي الحق والإخلاص في طلبه.
6- الاعتقاد بمبدأ الحتمية: "عز وجلeterminism" أو السببية العامة "Universal Causality" أي القول بأن لكل ظاهرة علة توجب وقوها، ولكل علة معلول ينشأ عنها، فالظاهرات يتحتم وقوعها متى توافرت أسبابها، ويستحيل أن تقع مع غياب هذه الأسباب، هذه الاستحالة هي ما سمي بالضرورة ومشكلة العلية قديمة قال بها أرسطو، وقد اهتم المحدثون بالعلل الفاعلة، وجعلوا العلة حادثة سابقة على الظاهرات سبقا مطردا، وكان هذا تفسيرا جديدا للعلية، وأول من قال به بين الغربيين ديفيد هيوم "عز وجل. Hume". عام "1190هـ/ 1776م".
وضع جون ستيوارت ميل "John stewart Mill" "ت. 1290هـ/ 1873م" في القرن التاسع عشر قواعد التثبت من صحة القروض أو خطئها، وكان مؤدى قواعده الثلاث الأولى أن وجود العلة يستتبع وجود معلولها، وفطن في القاعدة الرابعة إلى أن