سادسا: المنهج العام
وهو الذي يجمع فيه الباحث بين المناهج السابقة كلها ويعتمد عليها جميعها في دراسة النصوص وفي موضوعه الذي اختاره، وعليه حينئذ أن يطبق روح المنهج الطبيعي، والمنهج الفلسفي والمنهج الاجتماعي والمنهج النفسي والمنهج الفني والمنهج التاريخي؛ لكي يكشف القيم الفنية الكثيرة في دراسته، ويتعرف عليها، ويوضح خصائصها واتجاهاتها في ذلك الموضوع، وهو منهج فني بموضوعاته يحتاج من الباحث إلى جهد كبير، ومتابعة ودقة، وقبل ذلك كله يحتاج إلى سعة الاطلاع فيه والتعمق في جوانبه والتعرف على أصوله.
وهذه المشقة يرجع السبب فيها إلى التقاء كل المناهج في منهج واحد وهو المنهج التكاملي الذي يحتاج منه إلى جهد ومعاناة شديدين، بينما لو سار الباحث على منهج واحد غير هذا المنهج كالمنهج النفسي مثلا؛ فإنه لا يعاني معه مثل هذه المشقة والجهد.
وهذه إشارة سريعة للمناهج التي يتبع أحدها الباحث في دراسته لموضوعه، ولعل الفرق قد ظهر واضحا بين الخطة في البحث وبين المنهج للباحث الذي سوف يسير عليه في الخطة التي رسمها لموضوعه في البحث الأدبي.