وإذا أراد أن يتعرف على أسباب الجمال والحلاوة فيها لا يستطيع ذلك والأبيات هي:
أقول لصاحبي والعين تهوى ... بنابين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
ألا حبذا نفحات نجد ... ويا روضة غب القطار
وعيشك إذ يحمل القوم نجدا ... وأنت على زمانك غير زار
شهور ينقصين وما شعرنا ... بإنصاف لهن ولا سرار
فأما ليلهن فخير ليلى ... وأقصر ما يكون من النهار
يقول القاضي الجرجاني فيها: ولكنني ما أظنك تجد لها من سورة الطرب وارتياح النفس ما تجده هنا، ثم يقول: وهو كما تراه بعيد الصنعة فارغ الألفاظ سهل المأخذ، قريب التناول1.
والمنهج الفني سواء قام على الإحساس بالجمال أو التعرف على خصائص اللفظ والنظم والصورة الكلية للقصيدة، فكلاهما يرجع إلى قواعد معينة ترسبت في الذوق من كثرة المران، ومتابعة النقد للنصوص الأدبية من خلال الدراسات الكثيرة لنقادنا القدامى مثل القاضي الجرجاني والآمدي وعبد القاهر الجرجاني وابن رشيق وغيرهم، ومن خلال الدراسات الكثيرة لنقادنا المحدثين في مذاهبهم النقدية والأدبية الحديثة.
وهو منهج فني أصيل يرجع إلى طبيعة اللغة في الأدب والتعرف على منابع الجمال فيها.