والأدب أيضا يعتمد على العاطفة مثل اعتماده على الخيال والموسيقى؛ فالعاطفة في الأدب تقف إزاء العقل، وتمتزج بألوان الفكر فيه، وتقوم المشاعر أيضا بتعميق الأفكار وإثرائها، وإضفاء الحيوية والقوة في جزئياتها، وعلى ذلك فلا يستطيع الأديب أن يثير العاطفة في الآخرين، إلا بعمل مشحون بالعاطفة والمشاعر، وكل منهما في نفسه وثيق الصلة بالإيقاع، ووثيق الصلة أيضا بالخيال للغموض الذي يلفها جميعا.

والمادة في البحث الأدبي تختلف باختلاف ذوق الباحث وبميوله الذاتية والأدبية، وإيثاره لاتجاه معين ولون خاص من مواد الأدب التي يجيد الكتابة فيه، ويسبر أغواره، ليصل في دأب إلى الحقيقة التي ينشدها في بحثه، ولا تخرج المادة المختارة في البحوث الأدبية غالبا عن هذه الموضوعات، التي قد تكون صالحة للدراسة والبحث؛ وهي:

1- عصر أدبي معين: مثل العصر الجاهلي أو عصر صدر الإسلام أو العصر المملوكي وهكذا. ومثل هذا الموضوع له خطورته وعقباته التي تقف دون الباحث لتحقيق المراد؛ بسبب سعته وشموله لقضايا تصلح كل قضية منها لأن تكون بحثا مستقلا.

2- البحث عن "شاعر" معين من الشعراء في أي عصر من العصور الأدبية، فيختار الباحث مثلا البحتري أو ابن الرومي أو أحمد شوقي، أو إبراهيم ناجي وغير ذلك، ولا يخلو هذا النوع من الاعتساف أحيانا؛ لأن الشاعر المترجم له قد يكون مكثرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015