صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من صلى بعد الْمغرب عشْرين رَكْعَة بني الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة وَكَيف يحل الأحتجاج بِمثل هَذَا مَعَ علم المحتج بِهِ أَنه لَا حجَّة فِي الْمُرْسل والمنقطع والمعضل فَمَا الظَّن بِهَذَا وَقَوله وَلم يُضعفهُ موهم أَنه عَار من الضعْف وَهَذَا استرواح بَارِد اقناعي يروج على من وقف عَلَيْهِ من الْعَوام وَأما من وقف من الْعلمَاء على كتاب ابي عِيسَى التزمذى رَحمَه الله وَتبين الصُّورَة الَّتِي أخرج عَلَيْهَا هَذَا الحَدِيث فقد عرف منزلَة هَذَا الحَدِيث عِنْد التِّرْمِذِيّ وَهُوَ أَنه أنزل محلا من أَن يُقَال فِيهِ أَنه ضَعِيف وَذَلِكَ أَنه قَالَ أَنبأَنَا أَبُو كريب حَدثنَا زيد بن الْحباب حَدثنَا عمر بن خثعم عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سلمه عَن أبي هُرَيْرَة رضى الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من صلى بعد الْمغرب سِتّ رَكْعَات لم يتَكَلَّم فِيمَا بَينهُنَّ بِسوء عدلن لَهُ بعبادتي ثِنْتَيْ عشرَة سنة قَالَ أَبُو عِيسَى وَقد روى عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صلى صلى الله الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من صلى بعد الْمغرب عشْرين رَكْعَة بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيث أبي هُرَيْرَة حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن عمر بن جثعم وَسمعت مُحَمَّد بن أسماعيل يَقُول عمر بن عبد الله بن أبي خثعم مُنكر الحَدِيث وَضَعفه جدا
قلت فاغتر الشَّيْخ بِكَوْن التِّرْمِذِيّ ضعف حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَسكت عَن حَدِيث عَائِشَة فَاعْتقد أَن حَدِيث عَائِشَة أمثل وَلم يفعل التِّرْمِذِيّ ذَلِك لذَلِك وَإِنَّمَا تعرض لتضعيف سَنَد مَا سَاق اسناده وَسكت عَن حَدِيث عَائِشَة لِأَنَّهُ لَا سَنَد لَهُ فَهُوَ غير مَقْبُول وَترك ذكر اسناده لقُوَّة ضعفه وَالله أعلم وَقد اسْتدلَّ الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد بن ماجة بِهَذَيْنِ الْحَدِيثين فِي سنَنه وَبَدَأَ بِحَدِيث عَائِشَة فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن منيع حَدثنَا يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْقرشِي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فَذكره يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْمَدِينِيّ كَذَّاب وَضاع على مَا ذكره الْأَمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره من أَئِمَّة الحَدِيث على مَا نَقله