الدُّعَاء يَوْم عَرَفَة وَلَكِن علمُوا أَن ذَلِك بموطن عَرَفَة لَا فِي غَيرهَا وَلَا منعُوا من خلى بِنَفسِهِ فحضرته نِيَّة صَادِقَة أَن يَدْعُو الله تَعَالَى وَإِنَّمَا كَرهُوا الْحَوَادِث فِي الدّين وَأَن يظنّ الْعَوام أَن من سنة يَوْم عَرَفَة الإجتماع بِسَائِر الْآفَاق وَالدُّعَاء فيتداعى الْأَمر الى أَن يدْخل فِي الدّين مَا لَيْسَ مِنْهُ قَالَ وَقد كنت بِبَيْت الْمُقَدّس فَإِذا كَانَ يَوْم عَرَفَة حشر أهل السوَاد وَكثير من أهل الْبَلَد فيقفون فِي الْمَسْجِد مستقبلي الْقبْلَة مُرْتَفعَة أَصْوَاتهم بِالدُّعَاءِ وَكَأَنَّهُ موطن عَرَفَة وَكنت أسمع هُنَاكَ سَمَاعا فاشيا مِنْهُم امن وقف بِبَيْت الْمُقَدّس أَربع وفقات فَإِنَّهَا تعدل حجَّة ثمَّ يجعلونه ذَرِيعَة الى اسقاط الْحَج الى بَيت الله الْحَرَام
قلت وَقد بَلغنِي أَن مِنْهُم من يطوف بقبة الصَّخْرَة تشبها بِالطّوافِ بِالْكَعْبَةِ وَلَا سِيمَا فِي السنين الَّتِي انْقَطع فِيهَا طَرِيق الْحَاج واخرج الْحَافِظ ابو الْقَاسِم فِي تَرْجَمَة مُعَاوِيَة بن الريان قَالَ خرجت مَعَ سهل بن عبد الْعَزِيز الى أَخِيه عمر ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى حِين اسْتخْلف فَحَضَرَ فَلَمَّا كَانَ يَوْم عَرَفَة صلى عمر الْعَصْر فَلَمَّا فرغ انْصَرف الى منزله فَلم يخرج الى الْمغرب وَلم يقْعد للنَّاس
وَجَاء عَن الْحسن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ أول من جمع النَّاس فِي هَذَا الْمَسْجِد يَوْم عَرَفَة ابْن عَبَّاس يَعْنِي مَسْجِد الْبَصْرَة وَفِي رِوَايَة أول من عرف ابْن عَبَّاس وَقَالَ الحكم أول من عرف بِالْكُوفَةِ مُصعب بن الزبير وَقَالَ ابْن عوَانَة رَأَيْت الْحسن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم عَرَفَة بعد الْعَصْر جلس فَدَعَا وَذكر الله تَعَالَى فَاجْتمع النَّاس وَفِي وَرَايَة رَأَيْت الْحسن خرج يَوْم عَرَفَة من الْمَقْصُورَة بعد الْعَصْر فَقعدَ وَعرف قَالَ عَليّ بن الْجَعْد حَدثنَا شُعْبَة قَالَ سَأَلت الحكم وَحَمَّاد عَن اجْتِمَاع النَّاس يَوْم عَرَفَة فِي الْمَسَاجِد فَقَالَا وَهُوَ مُحدث وَأخْبرنَا عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم قَالَ هُوَ مُحدث اُخْبُرْنَا قَتَادَة عَن الْحسن قَالَ أول من صنع ذَلِك ابْن عَبَّاس
قلت فان ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا حَضرته نِيَّة فَقعدَ فَدَعَا وَكَذَلِكَ