مِائَتَيْنِ" «1».

[الْكُتُبُ الْخَمْسَةُ وَغَيْرُهَا]

وَهَكَذَا قَوْلُ الحَافِظِ "أبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ" «2» فِي الأُصُولِ الخَمْسَةِ؛ يَعْنِي "البُخَارِيَّ" وَ"مُسْلِمًا" وَ"سُنَنَ أبِي دَاوُدَ" وَ"التِّرْمِذِيِّ" وَ"النَّسَائِيِّ": إِنَّهُ اتَّفَقَ عَلَى صِحَّتِهَا عُلَمَاءُ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ تَسَاهُلٌ مِنْهُ وَقَدْ أنْكَرَهُ "ابْنُ الصَّلَاحِ" وَغَيْرُهُ «3». S

«1» [شاكر] في هَذا غُلُوٌّ شَدِيدٌ. بَل نَرَى أنَّ الَّذِي فَاتَ المُسنَدَ من الأَحادِيثِ شَيءٌ قَلِيلٌ. وأَكثَرُ ما يَفُوتُه من حَدِيثِ صَحابِيٍّ مُعَيَّنٍ يَكُونُ مَروِيًّا عِندَهُ مّعناهُ من حِدِيثِ صَحابِيٍّ آخَرَ. فَلَو أنَّ قائِلًا قَالَ: إنَّ المُسنَدَ قَد جَمعَ السُّنَّةَ وأَوفَى - بِهَذا المَعنَى -؛ لَم يَبعُدْ عن الصَّوابِ والوَاقِعِ.

والإمَامُ أحمدُ هُو الَّذِي يَقُولُ لابنِهِ عَبدِ اللهِ -رَاوِي المُسنَدَ عَنهُ-:

" احتَفِظْ بِهَذا المُسنَدِ فَإنَّهُ سَيَكُونُ لِلنَّاسِ إمَامًا". وهُوَ الَّذِي يَقُولُ -أَيضًا-: " هَذَا الكِتابُ جَمَعتُهُ وانتَقَيتُهُ من أَكثَرِ من سَبعِمِائةِ أَلفِ حَدِيثٍ وخَمسِينَ أَلفًا، فَما اختَلَفَ فِيهِ المُسلِمونَ من حَديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فارجِعُوا إلَيهِ فإن وجَدتُّمُوه فِيهِ، وإلَّا فَلَيسَ بِحُجَّةٍ". قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "هَذا القَولُ مِنه علَى غَالِبِ الأَمرِ، وإلَّا فَلَنا أَحادِيثٌ قَوِيَّةٌ في "الصَّحِيحَينِ" و"السُّنَنِ" و"الأَجْزَاءِ"، ما هِيَ في "المُسنَدِ".

انظُرْ ما كَتَبناهُ فِيمَا مَضَى (ص 23 - في الهامشة رقم «1»). وانظُرْ مُقَدِّماتِ "المُسنَدِ" بِشَرحِنا 1/ 21 - 22، 30 - 32، 56 - 57. [شاكر]

«2» [شاكر] " السِّلَفِيُّ " -بِكَسرِ السِّينِ المُهمَلَةِ وفَتحِ اللَّامِ-، نِسبَةٌ إلَى " سِلْفَةٍ " لَقبٌ لِأَحدِ أَجدَادِهِ. وهُو أَبو طَاهِرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ أحمدَ، أَحدُ الحُفَّاظِ الكِبارِ، قَصَدَهُ النَّاسُ من البِلادِ البَعِيدَةِ؛ لِيَأخُذُوا عَنهُ، مَاتَ 576، وقَد جَاوَزَ المِائةَ بِنَحوِ سِتِّ سِنِينَ. لَهُ تَرجَمَةُ جَيِّدَةٌ في "تَذكِرَةِ الحُفَّاظِ" (4/ 90 - 95) [41] [شاكر]

«3» [شاكر] أَجابَ "العِراقِيُّ": بِأنَّ السِّلَفِيَّ إنَّما قَالَ بِصِحَّةِ أُصُولِها، كَما =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015