66 - من الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية، دعوى خصوصية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بالعرب، ودعوى أن القرآن ورد بتعظيم النصارى والثناء عليهم، وشبهات تعدد الزوجات في الإسلام، ودعوى انتشار الإسلام بالسيف وانتقادهم للطلاق في الإسلام، ودعوى أن المسلمين وثنيون وكفار.

67 - كان القائمون على دعوة النصارى في عصر الحروب الصليبية، القادة والولاة، والعلماء وكانت وسائل الدعوة الإسلامية، الكتب، والجهاد، والرسل، والمسجد، والرسائل، وقد استخدم المسلمون وسائل دعوية متعددة، منها، العقلية، كالسير والتقسيم وقياس الأولى، والقياس المساوي، وقياس الخلف، والمحاكمات العقلية، وتناقض الخصوم والمقارنة، كما استخدمت الأساليب العاطفية كالاستهزأ والتهكم، واللين والتلطف والقصة، والتكرار والاستفهام والتعجب واستخدام الشعر في تأدية بعض المعاني.

68 - كان لدعوة المسلمين للنصارى آثار ملموسة، كدخول أعداد كبيرة من النصارى في الإسلام، وتأثرهم بعادات المسلمين وأخلاقهم وتقاليدهم، وتحسن نظرة كثير من النصارى للإسلام والمسلمين، ونجاح المسلمين في كسب بعض النصارى الصليبيين، وحسن معاملتهم لمن تحت أيديهم من المسلمين، وظهور عزة الإسلام وتغير التكتيك الصليبي، وتأجيل إخراج المسلمين من الأندلس وغير ذلك من الآثار.

69 - نلاحظ أن فكرة صراع المشاريع لا زالت مستمرة معنا وظهر المشروع المغولي على مسرح الأحداث الدولية لذلك العصر.

70 - إن هذا الكتاب من سلسلة موسوعة الحروب الصليبية قابل للنقد والتوجيه وما هو إلا محاولة جادة هدفها معرفة تاريخ الأمة والوقوف على عوامل النهوض وفقه المقاومة الذي مارسه المسلمون وبيني وبني الناقد قول الشاعر:

إن تجد عيباً فسد الخللا ... جلّ من لا عيب فيه وعلا

وقول الشاعر:

وما بها من خطأ ومن خلل ... أذنت في إصلاحه لمن فعل

لكن بشرط العلم والإنصاف ... فذا وذا من أحسن الأوصاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015