10 - غياب العلماء الربانيين عن القرار السياسي:
مع مجيء الملك الأفضل لحكم الدولة الأيوبية تغيرت بعض الوسائل الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها صلاح الدين بعد الله تعالى في إدارة الحكم وحركة الجهاد وهي اعتماده على العلماء الربانيين، فأبعد الملك الأفضل القاضي الفاضل وأقصى أمراء والده ومستشاريه، بتأثير الوزير ضياء الدين ابن الأثير أخ المؤرخ المشهور، فهربوا إلى القاهرة مستنجدين بالعزيز عثمان الذي رفعهم وأعزهم فألتفوا من حوله، وهيمن ابن الأثير على إدارة الدولة في عهد الملك الأفضل ولم يكن موفقاً أبداً بل جرّ البلاء والسخط والغضب على الملك الأفضل وأصبح القاضي الفاضل من المبعدين عن القرار السياسي وهو الذي قال فيه صلاح الدين: ما فتحت بلداً بسيفي ولكن بقلم القاضي ولم تكن مكانه العلماء والفقهاء بعد صلاح الدين بالمكانة التي كانوا عليها في عهد نور الدين وصلاح الدين، ولقد خسر الأيوبيون الكثير بإبعاد القاضي الفاضل ومن على شاكلته من دائرة القرار السياسي وقد قال أبو شامة عن القاضي الفاضل: كان ذا رأي سديد وعقل رشيد، ومعظماً عند السلطان صلاح الدين، يأخذ برأيه ويستشيره في الملمات والسلطان له مطيع وما فتح السلطان الأقليم إلا بأقاليد آرائه وكان كتائبه كتائب النصر (?)