وكأن عدد من مستشاري عز الدين كيكاوس قد "حسَّنوا له قصد حلب وقالوا: المصلحة أن تستعين بالأفضل، فإنه في طاعتك، ويخطب لك، والناس مائلون إليه، فاستدعاه وأكرمه واتَّفقا على قصد البلاد، وأن حلب وأعمالها للأفضل وبلاد الأشرف لعز الدَّين (?) وساند الأفضل كيكاوس ورافقه في هجومه على ممتلكات حلب "وساروا فملكوا رعبان، وسُلمَّت للأفضل لكن؛ لمَّا مُلكت تل باشر أخذها عز الدين كيكاوس لنفسه، وكذلك منبج، فنفر الأفضل وقال: هذا أول الغدر، ونفرت أهل البلاد، فقد كانوا فرحين بُملك الأفضل (?) ولما تحقق الأفضل من سوء نيَّة كيكاوس، أشار عليه بقصد البلاد، وتأخير حلب، لمرور الزمن في غير فائدة، لئلا بتحصل لعزّ الدين مقصوده (?)، وكان تراجع الأفضل عن دعم كيكاوس من الأسباب القَّوية لهزيمته أمام قوات حلب والأشرف موسى (?)، فقد تراجع منهزماً واستردوا كُلَّ ما استولى عليه، وعاد الأفضل ليقبع في سُمَيساط ولم يتحرك - بعدها - في طلب مُلك، إلى أن مات عام 622هـ (?)، 1225م وكان موته فجأة وله من العمر سبع وخمسين سنة (?).